دعا العراق أمس تركيا وسورية الى اجتماع عاجل بسبب تدني نسبة تدفق المياه في نهر الفرات في الايام العشرة الماضية، في وقت حذّرت لجنة الزراعة والاهوار والمياه في البرلمان من كارثة تواجه البلاد وزراعة الرز ومحصوله في حال استمر تدني مستوى مياه النهر. ولفتت وزارة الموارد المائية، في بيان امس، الى ان الايرادات المائية الواصلة الى العراق عبر نهر الفرات في منطقة حصيبة عند الحدود العراقية - السورية متدنية جداً، مشيرة الى ان معدلات تدفق المياه للأيام العشرة الماضية لم تتجاوز 250 متراً مكعباً في الثانية، محذّرة من ان هذه الكمية غير كافية لتأمين المياه للأغراض الزراعية والاستخدامات المختلفة الاخرى. ودعت الوزارة الى عقد اجتماع على مستوى الوزراء والخبراء للدول الثلاث تركيا وسورية والعراق في بداية آب (اغسطس) المقبل للبحث في موضوع تقاسم المياه المشتركة وتذبذب الايرادات المائية الواصلة الى العراق. وحذّر نائب رئيس لجنة المياه والاهوار البرلمانية لطيف حسن في تصريح الى «الحياة» من ان «انحسار المياه في نهر الفرات يهدد البلد بكارثة حقيقية لأنه يعرض الزراعة العراقية للجفاف»، فيما أعلن عضو اللجنة النائب كريم اليعقوبي ان اللجنة تحاول ايجاد اوراق ضغط شعبية على دول المنبع بهدف تأمين الحصص المائية المقررة وفق الاتفاقات. وأوضح اليعقوبي ان «القضية تشمل نهري دجلة والفرات لكن الحال أشد في الفرات» الذي تدنى فيه مستوى المياه بشكل خطير، لافتاً الى ان «السدود التركية المقامة على الفرات تحوي خزيناً هائلاً من المياه نظراً لكثرة الامطار والثلوج» التي تساقطت هذا الشتاء. وكان وزير الموارد المائية جمال رشيد عبداللطيف اعلن ان العراق بحاجة الى 500 متر مكعب في الثانية كحد ادنى لتأمين زراعة 50 في المئة من المساحات المخصصة لمحصول الارز، وكذلك لأغراض الري والشرب. وكان معدل تدفق المياه في النهر فور دخوله الاراضي العراقية 230 متراً مكعباً في الثانية في أيار (مايو) الماضي قبل زيادته الى 360 متراً مكعباً. وطلب العراق من تركيا زيادة الكميات الى 700 متر مكعب في الثانية.