نشرت صحيفة «عكاظ» في ملحقها الاقتصادي ليوم الاثنين 29 (حزيران) يونيو 2009 قضية تدعو أي قارئ محب للأدب أن يتحول إلى شاعر رثائي يستطيع أن يكتب ملحمة عجيبة عن صبر المرأة وقوة احتمالها، فالأزواج يستغلونها، والخطوط السعودية تغرمها ومعها أطفالها أيضاً، وحتى لا يذهب الفكر بعيداً سندخل في الحكاية آمنين إن شاء الله من غدر الزمان وخيبة المكان، تقول نجوى أحمد إنها تسكن في الرياض وأهلها في جدة، وقد حجزت وطفلتها التي لم تتعد السنوات الست ومن نقودها الخاصة وبموافقة زوجها للسفر إلى جدة لرؤية أخيها المريض، ولكن قبل السفر بساعة واحدة أبلغها زوجها بأن والدته أبلغته بأن هناك عشاءً عائلياً ولا بد أن تكون موجودة، وهنا قرر زوجها أن يبقيها لحضور العشاء وأن سفرها غير ضروري! تقول السيدة نجوى، وقد تم له ذلك، رغم أنه لم يكلف نفسه إلغاء الحجز، وهنا كان العقاب لي بأن أدفع غرامة! والحكاية الثانية كانت من «ج. أ» قالت: إنها تسكن في جدة وأهلها في المدينة، وفي إجازة نهاية الأسبوع اتفقت مع زوجها أن تذهب لزيارة أهلها، فكان شرطه أن تتكفل بقيمة التذاكر لجميع أفراد الأسرة المكونة من ستة أشخاص بمن فيهم العاملة المنزلية وزوجها! وافقت السيدة وعندما كانوا في الطريق تجاوزت إحدى السيارات سيارة زوجها بشكل خاطئ فثارت ثائرة الزوج وقرر أن يعود للبيت ويلغي فكرة السفر الذي كان بينهم وبينه مسافة أقل من ربع ساعة! وتحملت الزوجة مبلغ الغرامة! أما السيدة «ه. ج» فقد حجزت من الرياض إلى جدة برفقة بناتها الأربع وعلى حسابها الخاص أيضاً لحضور زواج أختها، وكان زوجها تكرّم ووافق على أن يوصلهم إلى المطار ولكن الهاتف لم يدعه... وحين استعجلته الزوجة والبنات أغلق الخط وقرر أن يمنعهن من السفر، وبعد ثلاثة أسابيع تكرّم عليهم مرة أخرى بالسفر وهنا طالبت الخطوط السعودية بالغرامة التي يجب دفعها من قبل السيدة «ه.ج». أظنني لست بحاجة لسرد المزيد من قصص الأزواج والآباء الذين خيبوا نظرتي للرجل العربي الذي طالما نظرت إليه بفخر، هل يعقل هذا يا رجل، هل يعقل أن تساوم زوجتك وبناتك من أجل سفرهن إلى أحبتهن؟! أما الخطوط السعودية فالتزامها بدفع الغرامة من حقها لو كانت تلتزم بحقوق المسافرين والمسافرات أمهات الأطفال اللاتي يعانين الأمرين من تأجيل الرحلات والإخلال بالمواعيد. ويقيناً يا خطوط لو أننا فتحنا هذه الصفحة بكاملها ومعها صفحات أخرى لذكر مدى التزام الخطوط السعودية برحلاتها لمَا كفت، بل سنحتاج إلى أوراق كثيرة من الحكايات التي تحصل للمسافرين المتعبين وضياع حقوقهم، ولقد رأيت بعيني كثيراً، فيا خطوط السعودية قليلاً من العدل، فإن للمسافر عليك حقاً. ولك الالتزام إذا شئت فلا أحد ينازعك عليه، وإن كان من سيدة أجبرت على الدفع. [email protected]