تحولت النسخة الثالثة من شاعر المليون إلى حفلة مديح مبالغ فيه لشخصيات خليجية «مرموقة» ورجال أعمال وشيوخ قبائل، سواءً بقصيدة كاملة أم بأبيات عدة. وما إن تطأ قدم المتسابق «الشاعر» على مسرح «شاطئ الراحة» لإلقاء مشاركته، إلا ويسبقها بأبيات «مدح» أعدّت بغرض استجلاب المنفعة... سواء كانت مادية أم «لوجستية»... وهو ما صرف أنظار المشاهدين عن متابعة البرنامج كون الشعر الحقيقي «انتفى»، ويقول محمد الشارخ (موظف في أحد البنوك المحلية): «لم يعد في شاعر المليون مكاناً للشعر النابع من القلب، كل ما يقرأه الشعراء لا يتعدى الفخر والمديح وطلب الفزعة، وهذا أمر مستفز». فيما اعتبر خالد العتيبي (طالب جامعي) أن شاعر المليون: «شاعر مسابقات فخم، لكنه يقدم شعراً رديئاً»... وأضاف: «المشكلة الكبيرة أن هذا الوباء وباء المدح الممجوج انتقلت عدواه من المتسابقين إلى ضيوف البرنامج». واستغرب فهد العيسى من تغير القناعات لدى بعض المشاركين في البرنامج من القدح والذم إلى المدح والإشادة، وقال: «شاهدت مقاطع فيديو لشعراء، وهم ينتقدون البرنامج والقائمين عليه والسياسة التي يتم فيها تحديد الفائزين، لكن بعد مشاركة هؤلاء تحول الأمر رأساً على عقب وصار القبيح في عينهم جميلاً ولا يضاهى»، مستشهداً على قوله هذا، بالشاعرين خلف مشعان من النسخة السابقة وعلي الحارثي من النسخة الحالية. وبحسب إعلاميين، فإن الشعراء المبعدين من المسابقة من مرحلة ال48، يتحفظون على إبداء رأيهم في البرنامج إلى حين الحصول على مبلغ ال100 ألف الموعودين به، مكافأة لتأهلهم إلى المرحلة الأولى من المسابقة، وقال أحد مشرفي الصفحات الشعبية (فضّل عدم ذكر اسمه): «تحدّث معي أحد الشعراء المشاركين عن بعض الممارسات السيئة التي يقوم بها عاملون في البرنامج، وحين طلبت منه التصريح بذلك قال لي: «خلني آخذ ال 100 ألف وبشر باللي يشرشحهم لك». وفي إحدى حلقات المسابقة اعتذر أحد المشاركين عن قصيدة له، انتشرت عبر تقنية «البلوتوث» وتداولتها بعض المنتديات الشعرية المهتمة، يسبُّ فيها أعضاء لجنة التحكيم، ووجّه لهم عبارات غير لائقة، مبدياً استعداده لكتابة قصيدة من 90 بيتاً، يعتذر فيها عن القصيدة وقراءتها على المسرح نفسه، معتبراً أنه مهما وصل في الشهرة، فإن الفضل يعود بعد الله إلى برنامج شاعرالمليون. وواجه البرنامج في نسخته الحالية تراجعاً كبيراً في نسبة المشاهدة، وانخفض عدد متابعيه، وهو ما عزاه البعض إلى تغير موعد بثّه، فيما حمّل آخرون «ملل المشاهد، وانتفاء الدهشة» السبب في هذا التراجع.