لا جديد، محمد نور يمارس عنجهيته بعقليته المتقلبة، والبلوي يمارس الترقيص العرقوبي، وبين هذه العقلية وتلك ضاع الاتحاد الكيان وضاع الولاء وضاع الاحتراف وضاعت «الطاسة». نور من بزوغ نجوميته وحتى وهو على مشارف توديع الساحة الرياضية غير مأسوف عليه وهو يتعامل مع الرياضة بالوجه السيئ، وما دام الشخص متقلب المزاج فماذا تجدي المحاولات والمشاورات؟ وماذا تنفع الملايين إذا ذهبت لعقلية بدأت وستنتهي في الزوايا الضيقة؟ الأمير خالد بن فهد كان صريحاً وواضحاً وهو يكشف جزءاً بسيطاً من سوءات نور المعروف بها منذ سنوات، وكانت جماهير الاتحاد أكثر ولاء للنادي وهي ترحب بمغادرة نور وتدعم كالديرون والفريق ككل من دون أن تهدر وقتها خلف لاعب طماع حوّش من المال ما لم يكن يحلم به طوال حياته. الاجتماعات المتوالية في منزل البلوي لحل أزمة نور لن تفيد لأن قرارات المنازل تختلف عن قرارات ولوائح الكيان، ومهما كانت محصلة هذه الاجتماعات فسيكون الرابح الوحيد منها «نور»، فإن عاد على مضض فلن يفيد الفريق، وإن استمر نكرانه وغروره فلن تعود حقوق النادي المالية. في أوروبا مثل ما يحفظون حقوق اللاعبين فإن حقوق الأندية محفوظة أيضاً بقوة النظام على الصغير والكبير، بل إن التعويضات الملجمة للاعب تجعله يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على أي هفوة غرور أو نطة كبرياء. من الشواهد التي يجب أن يستفيد منها اتحاد القدم ولجنة الاحتراف، التي أشغلتنا برحلاتها المكوكية لسويسرا وغيرها، ما حصل من اللاعب الروماني أدريان موتو الذي ارتكب هفوة ليل مع ناديه الإنكليزي تشلسي، إذ صدر قرار بإيقافه عن اللعب سنتين، ثم تم إلزامه بدفع تعويض للنادي الإنكليزي بعد عودته للملاعب عبر نادي فيرونتينا الإيطالي، وكانت الغرامة اثني عشر مليون يورو، أي أكثر من ضعف عقده الذي انتقل بموجبه إلى تشلسي، هنا يشعر أي لاعب بأن العقوبات جاهزة وحقوق النادي مضمونة مضاعفة، فهل تكون هناك عقوبات سريعة من اتحاد القدم تصدر ضد نور بالقوة نفسها؟ ما صدر من نور قد يتكرر من اللاعب عبدالرحمن القحطاني في الاتفاق، ومن مالك معاذ في الأهلي، ومن أي لاعب دولي في أي ناد سعودي، لأن حقوق اللاعب مضمونة وحقوق الأندية مهدرة في زمن احتراف اللاعبين السيئين. إذا كان العقد شريعة المتعاقدين فأمام نور حل من اثنين، إما احترام العقد القائم حالياً أو إعادة المبالغ التي تسلمها مع تحديد تعويض للاتحاد لا يقل عن ثلاثين مليوناً، وهذا الحل يحول دون دخول دخلاء على الرياضة السعودية يفسدون عقليات اللاعبين، ويضمن حقوق الأندية ويحمي المنتخب من نزوات اللاعبين. إجبار نور على دفع تعويض للاتحاد بما يزيد على أربعين مليوناً لن ينهي عاصفة نور وحده، بل يطلع ضروس العقل لبقية اللاعبين الذين أتتهم نعمة الاحتراف فركلوها كما يركلون الجلد المنفوخ. [email protected]