تحقق المديرية العامة للدفاع المدني في جدة في عمليات بيع سرية للمبيد السام «فوسفيد الألومنيوم» المحظور من جانب عمالة آسيوية رصدها أحد المواطنين الذي فقد ابنته العام الماضي بسبب المبيد ذاته. وأكد المدير العام للدفاع المدني في جدة اللواء عبدالله الجداوي ل «الحياة» أنه سيتحرى عن عمليات البيع شخصياً بعد ما أبلغته الصحيفة بما توصل إليه المواطن من بيع بطرق سرية عن طريق أحد العمال في محل مختص بالحلويات، مشدداً على عدم تراخي إدارته في منع تداول المبيدات السامة في المحال غير المختصة. وقال اللواء الجداوي: «إن الدفاع المدني عضو في اللجنة المشكلة من المحافظة لمنع وجود هذا النوع من المبيدات في الأسواق»، داعياً المواطنين والمقيمين الذين يرصدون بيع المبيدات السامة المحظورة إلى إبلاغ المديرية. وأوضح أنه في حال رصد مخالفات من هذا النوع سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، مضيفاً «تستخدم المادة في الحقول الزراعية وتباع في محال معينة، لكن بعض الناس يستخدمونها في المنازل رغم خطورتها ما قد يؤدي إلى وفاة مستخدمها أو الجيران المحيطين بها». يذكر أن أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل وجه بتكثيف جولات ميدانية تفتيشية لجميع المحال والمستودعات التي تبيع «فوسفيد الألومنيوم» بعد ازدياد عدد حالات الوفاة التي تم التبليغ عنها جراء المبيد، إذ تسبب في اختناق 14 شخصاً توفي منهم شخصان في العام 2007، و18 حال إصابة أدت إلى وفاة ثلاث حالات في العام 2008، وآخر حالات الوفاة لطفلة تدعى رزان في العام 2011 الماضي. وبعد وفاة طفلته رزان إثر المبيد السام في العام الماضي، حمل المواطن مروان الحربي على عاتقه مسؤولية البحث في المحال التجارية المتنوعة للتثبت من تطبيق قراري أمير منطقة مكةالمكرمة ومحافظة جدة القاضيين بمنع بيع «فوسفيد الألومنيوم»، حتى اكتشف بالصدفة وجود عامل في محل للحلويات أبلغه بقدرته على توفير هذا النوع من المبيدات. وقال المواطن الحربي ل «الحياة» إنه كان في أحد محال الحلويات الأسبوع الماضي يتحدث لأحد الموظفين عن مبيد يكافح بواسطته انتشار حشرة «البق» في منزله، لكنه تفاجأ بأحد العمال من جنسية آسيوية يقترح عليه استخدام مبيد الفوسفيد. وأضاف «وأبلغني العامل أنه يستطيع توفير المبيد لي مقابل أن أدفع له مقدماً، وبالفعل أعطيته 50 ريالاً، وبعد فترة زمنية قصيرة عدت إليه لأجده وفر لي 25 قرصاً من المبيد». وبين الحربي أنه أبلغ الدفاع المدني بالحادثة وبعد اتصالات عدة حضروا إليه برفقة أفراد من الأدلة الجنائية، ومندوب من وزارة الزراعة لتسلم المادة، وحصلوا على عنوان المحل، وأخبروه أنهم سيعاودون الاتصال به «وحتى اليوم لم يصلني أي اتصال منهم». وأفاد «ذهبت مساء الجمعة الماضي إلى نفس المحل، وقمت بطلب كمية أكبر وتم توفيرها بمبلغ 400 ريال، وها أنا أحضرتها إليكم، وأسأل لماذا الجاني طليق وقضية رزان حفظت، كيف نحفظ أنفسنا وأطفالنا والمادة تباع بكل أريحية». وتواصلت «الحياة» مع العامل الهندي في محل الحلوى لتوفير كمية من المبيد، ووعد بتوفيرها الأربعاء المقبل، كون الكمية المتوافرة لديه نفدت بعد شرائها أخيراً. من جهته، أوضح مدير الرقابة التجارية في أمانة جده بشير أبو نجم ل «الحياة» أن «فوسفيد الألومنيوم» موجود في محال مرخصة معينة، ويباع المبيد تحت رقابة شديدة، مبيناً أن وزارة الزراعة تبيعه للمستودعات الكبيرة ولكن بيعه للمواطن يعد أمراً ممنوعاً. وقال أبو نجم إن الأمانة تشارك في لجنة مشكلة مع وزارة الزراعة لمراقبة المحال الزراعية، مضيفاً «ويباع المبيد تحت إشراف اختصاصيين في مؤسسات محددة». واعتبر أن عمليات البيع السرية من بعض عمالة المحال التجارية يعد أمراً مخالفاً للأنظمة وممنوعاً.