لعيد الفطر نكهة خاصة لدى المسلمين عموماً، ويستقبله السعوديون بفرحة عارمة نظراً الى ارتباطه باللقاء العائلي الواسع. ولجمعة الأهل في العيد قدسية لدى السعوديين. غير أن فرح بعض الشبان والشابات بالعيد، ينغصه حزن باطن، تحديداً حينما يكلفون بدوام العطلة، ما يعني حرمانهم من جمعة الأهل، ومسامرة الأصدقاء. يقول الممرض عيسى حامد: «في كل مرة يتم فيها تكليفي الدوام في العيد، أشعر بأنني أؤدي واجباً إنسانياً يستحق أن أفخر من أجله، لكن في المقابل عندما تردني رسائل الأهل والأصدقاء عن أماكن تواجدهم في العيد أصاب بالإحباط، لكون العيد فرصة لجمعة الأهل والخلان». ويقول سامر علي: «يمثل دوام العيد ثقلاً كبيراً على نفسي، وقبل أن يتم رفع أسماء المداومين أدعو ربي في كل مرة الى ألاّ أكون أحد المداومين»، ويضيف: «معنى الدوام في العيد عدم الفرحة، وهو الأمر الذي لا أقبله في العيد». ويؤكد ناصر فهد أن «مشكلة دوام العيد تتجاوز الموظف إلى أفراد أسرته، لكونهم يتأثرون بعدم وجوده بينهم، ما ينغص عليهم فرحتهم». وثمة من لا يمنعه حزن العمل يوم العيد، من اعتباره مدعاة للفخر. خالد المفلح وهو رجل أمن مكلف العمل أول أيام العيد، يقول: «أشعر بسعادة وأنا أؤدي الواجب وكأنني وسط أبنائي وأهلي، وأنا وزملائي نشاركهم الفرحة من خلال أداء عملنا، فالعمل أول يوم في العيد شرف عظيم بعكس الذين يعتقدون أنه حجز لرجل الأمن عن مشاركة ابنائه الفرحة، إذ إن الأمن يعتبر أساس الفرحة والسعادة ونحن نحقق من خلال عملنا الفرحة والسعادة». ويبين حمزة عبدالله أنه لا يمانع في دوام العيد، ولا يعتبره «نهاية الدنيا، خصوصاً أن فرحة العيد بدأت تتضاءل في الفترات الأخيرة»، ويقول: «ما كان يميز العيد في السابق أن الجميع يفرح معاً، لكن الآن الفرحة محدودة على أهل البيت الواحد، وأصبحت جداول العيد مكررة ومملة، لذا لا أمانع أن أداوم أيام العيد». ويؤكد الموظف في القطاع الخاص عزيز الغامدي أن «دوام العيد لا يعني عدم الفرح، خصوصاً إذا كانت هناك برامج للعيد داخل المؤسسة»، ويضيف: «يجتمع زملائي المكلفون داوم العيد بكامل أناقتهم، ويمارسون جميع طقوس العيد داخل المؤسسة». وينصح الغامدي المؤسسات الحكومية والخاصة بألا تشعر الموظف المكلف بأنه سجين في العيد، «بل ينبغي أن تهيئ لموظفيها أجواء العيد، من خلال بعض البرامج داخل المؤسسة، وأن تقلص بعض ساعات الدوام ليتمكنوا من مجالسة أهاليهم ولو ساعات قليلة». ويوضح مدير الموارد البشرية في إحدى مؤسسات القطاع الخاص سعد الخالدي أن مؤسسته «استطاعت أن تغير مفهوم دوام العيد لدى موظفيها، من خلال تقديم عيديات للطاقم المداوم، وإدراج بعض البرامج في أيام العيد مثل غداء فاخر في اليوم الأول، ما يجعل بعض الموظفين يبادرون من تلقاء أنفسهم لدوام العيد». يذكر أن موظفي القطاع الحكومي في السعودية يتمتعون ب 12 يوماً إجازة للعيد أكثر من نظرائهم في القطاع الخاص الذين لم تمنحهم وزارة العمل أكثر من 4 أيام إجازة فقط، تبدأ من يوم 29 رمضان وتنتهي في الثالث من شوال. وبينت وزارة الخدمة المدنية أن إجازة عيد الفطر بداية ونهاية نظمت بموجب المادة السابعة من لائحة الإجازات الصادرة بقرار مجلس الخدمة المدنية رقم (1 -1037) اذ تبدأ العطلة بداية اليوم الخامس والعشرين من شهر رمضان وتنتهي بنهاية اليوم الخامس من شوال.