أكد وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير أن منطقة الشرق الأوسط لا تزال تعاني في بعض مناطقها من غياب تام للعدالة وإنكار لحقوق الآخرين، موضحاً أنه ليس أدل على ذلك من استمرار الاحتلال الإسرائيلي الجاثم لعقود على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال الأمير تركي في كلمته أمس أمام الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز بمدينة شرم الشيخ المصرية إن المملكة العربية السعودية تؤكد أنها في طليعة أي جهد دولي يحقق حلولاً عادلة وعاجلة وشاملة لحماية الشعب السوري، وتشدد على أهمية الإسراع في وقف العنف ووضع حد لإراقة الدماء، وبما يضمن إيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى جميع المدنيين المتضررين. وفي الشأن اليمني أوضح أن «اليمن يتعرض لتحديات ومخاطر عديدة تستوجب من الجميع تقديم الدعم والمؤازرة والمساندة للجهود الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار بخاصة أن أمنه واستقراره مرتبط بأمن واستقرار الجميع»، لافتاً إلى أن «اليمن يحتاج إلى دعم دول عدم الانحياز في هذه المرحلة الحرجة في مساره السياسي والاقتصادي والأمني». وأضاف: «حكومة بلادي تجدد التأكيد بالتمسك بحركة عدم الانحياز ودورها في عالم تبدو فيه الأوضاع الدولية الإقليمية أكثر اضطراباً، مما جعل من مفهوم القوة هو السائد في العلاقات الدولية، وتراجع معه احترام مبادئ القانون الدولي، وعدم الاكتراث بقرارات الشرعية الدولية وتسويه مبدأ حق الدفاع عن النفس واستغلال مبادئ حقوق الإنسان لأغراض سياسية، خرجت بها عن سياقها ومضمونها». وزاد: «المملكة العربية السعودية تؤكد أنها في طليعة أي جهد دولي يحقق حلولاً عادلة وعاجلة وشاملة لحماية الشعب السوري، وتشدد على أهمية الإسراع في وقف العنف، ووضع حد لإراقة الدماء، وبما يضمن إيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى جميع المدنيين المتضررين، كما أنها تقدر ما تم بذله من جهود لانعقاد المؤتمرات الدولية لأصدقاء الشعب السوري التي عقدت في تونس وإسطنبول وآخرها في باريس، والذي نتج عنه اعتراف (83) دولة بالمجلس السوري الوطني، وتحمل الأطراف الدولية التي تعطل التحرك الدولي المسؤولية الأخلاقية لما آلت إليه الأمور، فاستمرار العنف والقتل للمدنيين العزل يتطلب من المجتمع الدولي أن يتخذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم وعدم تعرضهم وذويهم لمخاطر القتل والترهيب، وتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم أمام آلة القتل المستمرة». وفي شأن آخر: «يحدونا أمل كبير في أن يتمكن الأشقاء في اليمن من التطبيق الصادق لعناصر المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية كافة والتي وقعت بمدينة الرياض برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبما يكفل وحدة اليمن واستقراره وتطلعات شعبه، وبناء على ذلك جاءت الدعوة إلى عقد مؤتمر أصدقاء اليمن في مدينة الرياض يوم 23 أيار (مايو) 2012، ونتطلع لتأكيد وقوف المجتمع الدولي إلى جانب اليمن ومساعدته في تخطي التحديات والمشكلات التي يواجهها وصولاً للنتائج المرجوة التي ستعكس التزام واهتمام المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب اليمن». أمام فيما يتعلق بالسودان «فإن المملكة العربية السعودية تؤكد على أهمية وحدة السودان واستقلاله وحقه في الدفاع عن سيادته وسلامة ووحدة أراضيه، وتشيد باتفاق سلام دارفور في الدوحة يوليو 2011، وتدعو حكومة جنوب السودان إلى الالتزام باحترام الحدود القائمة بينها وبين السودان على أساس حدود الأول من كانون الثاني (يناير) 1956، وتنفيذ الالتزامات المبرمة بين البلدين في المجالات كافة، وفض المنازعات بالطرق السلمية، ووقف جميع أشكال التعديات بين البلدين».