12 شخصاً في قرية الحصاحيصا السودانية اعتادوا أن يقطعوا طريقهم زحفاً على بطونهم وأكفهم، من منازلهم إلى مقر الجمعية الخيرية. كيلومترات عدة يقطعونها يومياً بانتظار أمل يريحهم من عناء الزحف على بطونهم في حرارة الشمس، التي تصلي أجسادهم من الأعلى وحرارة الأرض التي تسوي أسفل أجسادهم. بانتظار أملٍ متمثل ب «كرسي متحرك» عاش هؤلاء حياتهم أو جزءاً منها لا يحركون ساكناً، بل إن بعضهم طريح الفراش لسنوات جراء مضاعفات أمراض عدة أدت إلى بتر سيقانهم، وكانت جل تمنياتهم زيارة الأهل والجيران والمسجد. ولأنه لا يأس مع «الحياة» ولا حياة مع اليأس هب الزملاء في صحيفة «الحياة» في العاصمة الرياض في موقف تكافلي إنساني عبر مساهمات العاملين فيها بما جادت أنفسهم في محاولة منهم لزرع أرواح هؤلاء المكلومين بالأمل والتفاؤل ليودعوا السكون ومعتقلات الأسرة إلى الأبد، وهو ما دفع أحد المتفاعلين مع موقع الحصاحيصا دوت كوم لأن يقول في رده: «كيان ولد في حضن دافئ مليء بالخير ممثلاً في مالك الصحيفة الأمير خالد بن سلطان، لابد وأن تتبعه فروع مثمرة». الآن 12 كرسياً متحركاً أفرجت عن سريرة 12 معوقاً وأعادت الابتسامة إليهم من جديد. تقول الحاجة كلثوم إحدى المستفيدات من الكراسي المتحركة بعد أن قفزت إلى الكرسي المتحرك بحضور بناتها وحفيداتها: «اليوم سأخرج إلى الشارع وازور الجيران وأصلي الجمعة في المسجد، شكراً صحيفة الحياة السعودية». ويؤكد وليد العشي احد متابعي الموضوع في السودان الشقيق أنه يرسل تحية بحجم السماء إلى العاملين في صحيفة الحياة السعودية على تلك البصمة الإنسانية، التي شكلت صورة نقية وحميمية لعطاء الإنسان لأخيه الإنسان نابعة من أصل طيب. ويضيف: «كيان ولد في حضن دافئ مليء بحب الخير ممثلاً في مالك الصحيفة الأمير خالد بن سلطان ابن سلطان الخير رحمه الله وهذا التلاقي بين الأب وابنه في عمل الخير دلالة طيبة على أن الأصل الطيب تتبعه الفروع المثمرة، التي يمتد خيرها إلى كل أنحاء العالم في أسمى معاني الإنسانية». عدد من المسؤولين في الاتحاد الولائي للمعوقين حملوا الكراسي المتحركة وقاموا بتوزيعها على المحتاجين من المعوقين في قرية الحصاحيصا السودانية، إذ عبر الأهالي في حفلة تسليمهم الكراسي عن شكرهم وتقديرهم للعاملين في صحيفة الحياة السعودية وعلى رأسهم الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، مؤكدين أن الصحيفة ستكون نافذتهم في عمل الخير في كل مكان رداً لموقف عامليها الإنساني على ذويهم المعوقين.