رام الله - «الحياة»، رويترز - قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إن الفلسطينيين ربما يكونون قد «فقدوا حجتهم» على الساحة الدولية لإقامة دولة مستقلة، لكنه حذر من أن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر. ودعا فياض إلى إجراء الانتخابات البرلمانية التي تأجلت كثيراً بسبب الانقسامات السياسية العميقة بين قطاع غزة والضفة الغربيةالمحتلة، فيما ذكرت مصادر فلسطينية أنه من المتوقع أن يعلن فياض اليوم (الخميس) أو الأحد التعديل المرتقب على حكومته. وأوضحت المصادر أن التعديلات ستكون طفيفة وتقتصر على ملء وزارات شاغرة واستبدال عدد قليل من الوزراء. وأضافت المصادر أن التغيير البارز الوحيد سيكون تعيين وزير للمال هو نبيل قسيس الرئيس السابق لجامعة بير زيت، علماً بأن فياض كان يتولى هذه الحقيبة إلى جانب رئاسة الحكومة. وأقر فياض بأن الفلسطينيين أخفقوا في حشد العالم المنشغل بكثير من الأمور وراء قضيتهم. وقال: «أعتقد أننا بدأنا نفقد حجتنا، إن لم نكن فقدناها بالفعل. لكن هذا لا يجعل موقفنا خاطئاً». وأدت انتفاضات الربيع العربي وانتخابات الرئاسة الأميركية والأزمات المالية في أوروبا إلى الإطاحة بالقضية الفلسطينية من جدول الأعمال الدولي بعد أكثر من 18 شهراً من انهيار محادثات السلام مع إسرائيل في خلاف حول البناء الاستيطاني اليهودي. وتقول إسرائيل إن المحادثات يجب أن تستمر من دون شروط مسبقة، وواصلت بناء المستوطنات التي تعتبرها الأممالمتحدة غير مشروعة. وقال فياض إن على الفلسطينيين ترتيب البيت من الداخل قبل أن يكون لديهم أمل في الاستقلال الذي طال انتظاره وما زالت تؤيده أغلب القوى العالمية من حيث المبدأ. وعن الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قال: «لا أعتقد أننا سنتمكن من الحصول على دولة ما لم نتمكن من إعادة توحيد بلادنا». ولفت إلى أن «عملية المصالحة تمر بحالة تجمد شديدة»، مضيفاً أن الفلسطينيين يجب أن يمضوا قدماً في خطط الانتخابات بغض النظر عن معارضة «حماس» من أجل إعادة التواصل مع المواطنين. وأضاف: «يجري انتهاك حق أساسي لشعبنا. حق التمكن من اختيار القيادة». وأجريت آخر انتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية عام 2006، وقال كثير من الفلسطينيين بينهم الرئيس محمود عباس وقيادات «حماس»، إنه لن يكون من الممكن إجراء انتخابات جديدة ما لم يشارك فيها كل من قطاع غزة والضفة الغربية. وترددت أنباء عن وجود توتر في العلاقات بين عباس وفياض منذ أن رفض رئيس الوزراء تسليم رسالة من الرئيس الفلسطيني إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يسرد فيه الشكاوى الفلسطينية من فشل المحادثات. واختلف فياض مع هذه المبادرة الشهر الماضي لكنه قال إن هذه الواقعة أصبحت وراء ظهره الآن، وأكد انه وعباس يعملان على إجراء تعديلات على الحكومة. وقال فياض إن مهمته المتمثلة في بناء المؤسسات استعداداً لقيام الدولة الفلسطينية تتعرض لمعوقات بسبب نقص الموارد وعدم وفاء دول عربية بتقديم المساعدات التي وعدت بها. وأضاف: «هناك قضية متعلقة ببقاء السلطة الفلسطينية نظراً للأزمة المالية الحادة التي نمر بها». وزاد أن الحكومة في حاجة إلى «عدة مئات من ملايين الدولارات» حتى تظل قائمة. وعلى رغم التحديات الكثيرة التي تواجه الفلسطينيين وانهيار مفاوضات السلام قال فياض إنه مقتنع بأن الاستقلال سيتحقق خلال عشر سنوات. وتابع: «الاحتلال ليس فشلاً سياسياً كبيراً فحسب. لكن في ظل طبيعته القمعية فإنه فشل أخلاقي أيضاً لإسرائيل. إنها مسألة لا يمكن أن تستمر. الأسوار سقطت في مناطق أخرى. لماذا يجب أن يكون هنا استثناء؟».