قطع الأهلي شوطاً كبيراً نحو بلوغ نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، بعدما تغلب على مضيفه الهلال في ذهاب نصف النهائي بهدف من دون رد، سجله البديل عماد الحوسني (59)، وسيلتقي الفريقان في مباراة الرد يوم الجمعة المقبل. جاءت البداية قوية وعاصفة من الفريقين مشابهة لعاصفة الغبار التي اجتاحت أرض الميدان منذ الدقائق الأولى، وتخلى اللاعبون عن سمة الحذر الزائد الذي عادة ما يصاحب لقاءات الكؤوس، وحضرت اللمحات الفنية والخطورة الحقيقية من البداية لتشعل فتيل النزال باكراً، وأهدر مهاجم الهلال يوسف العربي أول فرصة محققة لأصحاب الضيافة بعد كرة ماكرة مررها له الفريدي سددها قوية في القائم الأهلاوي ليدق جرس الإنذار الأول في اللقاء (2)، وأنذر الحكم الإيطالي محور الأهلي معتز الموسى لخشونته مع هرماش (3)، وتلاعب الجيزاوي بدفاع الهلال وهيأ كرة جميلة لكماتشو أرسلها قوية بيسراه تصدت لها العارضة الهلالية لتضيع فرصة مؤكدة للضيوف (5)، وتوالت الهجمات السريعة ما بين الفريقين تارة زرقاء وأخرى خضراء وسط موجات الغبار التي حدت من مستوى الرؤية، ودخل هوساوي والبرازيلي فيكتور سيموس في تحدٍ خاص، ومباراة من نوع آخر كلفتهما الاحتكاك القوي والإصابة في أكثر من مرة، وجنّح العربي بكرة من الجهة اليسرى، ولعبها عرضية ذكية لم تجد من يكملها في الشباك (18)، وهيأ فيكتور كرة رائعة للجيزاوي سددها قوية إلى جوار القائم (22)، ودانت السيطرة الميدانية للاعبي الأهلي في أرض النزال وزاد الضغط على مرمى حسن العتيبي بفعل التمريرات البينية السريعة واللعب من لمسة واحدة وسط أخطاء هلالية كبيرة في منتصف الملعب، وتراجع غير مبرر للمناطق الدفاعية، لتتواصل الفرص الأهلاوية الخطرة، ويسدد منصور الحربي كرة إلى جوار القائم بعد فاصل مهاري مع الجيزاوي (27)، وكاد تيسير الجاسم أن يهز الشباك الزرقاء بالهدف الأول من كرة مررها له المر، وأرسلها قذيفة هائلة من داخل الصندوق أبدع الحارس حسن العتيبي في إنقاذها على دفعتين (28)، وأنذر الحكم الفريدي لإعاقته تيسير الجاسم (33)، وتعرض الجيزاوي لحادثة إصابة هزت الملعب، وفرضت الصمت التام على مدرجات الفريقين بعد كرة مشتركة مع هوساوي توقع الجميع بأن اللاعب بلع لسانه في ظل المشهد المريع الذي كان عليه بعد سقوطه، وتوقفت المباراة لدقائق عدة قبل أن يعود اللاعب معافى وسط تشجيع الجماهير بعدما تبين أن الإصابة كانت في الفك وعضلات الرقبة (41)، ولم يكمل البرازيلي فيكتور سيموس اللقاء متأثراً بإصابته في الركبة ليترك أرض النزال للعائد من الإصابة عماد الحوسني (44)، واحتسب الحكم الإيطالي روميو 6 دقائق وقت بدل ضائع لم تشهد أية فرص خطرة ما عدا كرة الشلهوب التي وضعها من على خط ال18 في يد المعيوف لتنتهي أحداث الشوط الأول بالتعادل السلبي بين الفريقين. واستهل مدرب الهلال هاسيك الشوط الثاني بتغيير هجومي، إذ أشرك الكوري الجنوبي لي بيونغ سو بدلاً من سالم الدوسري، وتراجع الضيوف لمناطقهم الخلفية، معتمدين على الهجمات المرتدة السريعة التي قادها الحوسني والجيزاوي، وسببت إرباكاً كبيراً وقلقاً متواصلاً لدفاع الهلال، ومرت الدقائق وسط أفضلية ميدانية لمصلحة أصحاب الضيافة، ولكن من دون خطورة حقيقية على المرمى، وانسل الجيزاوي بكرة من الجهة اليسرى وسط غفلة الدوسري وهوساوي مستغلاً كسر المرشدي لمصيدة التسلل، وخروج العتيبي الخاطئ من مرماه ليمرر الكرة على طبق من ذهب للحوسني الذي أسكنها بدوره الشباك محرزاً هدف التقدم لفريقه ومشعلاً أفراح الجماهير الأهلاوية في المدرجات (59)، وتحرك لاعبو الهلال بعد الهدف، ونفذوا بعض الغارات الهجومية لمحاولة إدراك التعادل، وإنقاذ موقفهم الحرج أمام جماهيرهم، وشتت الكولومبي بالومينو كرة خطرة قبل وصولها إلى العربي (65)، وأرسل هرماش كرة صاروخية مرت إلى خارج الملعب (68)، وسحب غاروليم الجيزاوي وزج بالفهمي بديلاً عنه (70)، فيما أشرك هاسيك السويدي ويلهامسون وأخرج الفريدي، وأهدر الكوري لي بيونغ فرصتين محققتين برعونة كبيرة، سدد الأولى خلفية، وطوح بالثانية بعيداً عن المرمى وسط دهشة الجميع (78)، وترك المر أرض الميدان بسبب الإصابة لينزل باخشوين بديلاً عنه (80)، وأنذر الحكم ويلهامسون بالبطاقة الصفراء بحجة التمثيل في داخل منطقة الجزاء الأهلاوية. وكاد كماتشو أن يضيف هدفاً ثانياً للأهلي من كرة ثابتة، إلا أن تسديدته ارتطمت بالعارضة (90).