يبدو أن اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق بعض الرواج التجاري، لم يقتصر على الشركات الرائدة، والتي إضافة إلى تأسيسها صفحات خاصة بها على كل من موقعي «فيسبوك» و«تويتر» وبقية مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، ولجوئها إلى بعض مشاهير العالم لترويج منتجاتها عبر تغريدات إعلانية يسوقها بعض النجوم الأميركيين مقابل مبالغ طائلة، وصلت بالنسبة لبعضهم إلى 50 ألف دولار عن التغريدة الواحدة. وباتت حيلهم القديمة مكشوفة حتى للبسطاء ممن كان يسهل اصطيادهم سابقاً، من خلال رسائل إلكترونية على شاكلة «مبروك لقد ربحت معنا..»، وهو ما يفسر ندرة وصول تلك الرسائل في الفترة الحالية إلى صناديق البريد الإلكترونية، إلا ممّن عجز عن مواكبة الوعي الذي أصبح يتمتع به غالبية المستهلكين، أو ممن يراهن على أن الطمع يعطل العقول. إلا أن شبكات دولية مختصة في الاحتيال بأنواعه بدت مواكبة للارتفاع الكبير الذي عرفه عددٌ من مستخدمي الإنترنت في السعودية، وتزايد عمليات الشراء التي يقوم بها سعوديون عن طريق الإنترنت، بما في ذلك تسوقهم من محال عالمية معروفة أو من مواقع أخرى مختصة كموقعي «أمازون» و«إي باي». فبينما غرد المواطن عبدالعزيز الدميجي معبراً عن سعادته لشرائه عطراً من أمازون بنحو 380 ريالاً مع الشحن وهو العطر الذي اعتاد شراءه بنحو 550 ريالاً من الرياض. وإعراب مغردين آخرين عن سعادتهم بوصول مجموعة من الأفلام وإكسسوارات و«كفرات» قاموا بشرائها من الموقع ذاته. سخّر مواطنون آخرون أنفسهم للتحذير من موقع «أمازون الشرق» Amazon East، وتنوعت حملاتهم التحذيرية بين المجموعات البريدية وإرسال الرسائل الإلكترونية، إضافة إلى نشر التحذير في عدد من المنتديات والمواقع. وفيما يؤكد كاتب الرسالة التي تناقلها كثيرون من باب تعميم الفائدة، أن اكتشافه زيف واحتيال موقع amazoneast.com، يعود إلى وضعه أسعاراً زهيدة لأحدث الأجهزة الإلكترونية، واعتذاره عن قبول السداد بوساطة paypal بحجة وجود الحساب تحت الصيانة، وتخيير العميل (الضحية) بين التحويل السريع عبر «ويستر يونيون» مثلاً أو الإيداع في حساب جار في بنك الصين. إلا أن عدداً من المنتديات تناقلت بدورها معركة متطوع آخر مع الموقع الوهمي، فبعد استغرابه من قيمة الأجهزة، فضل التأكد بنفسه من خلال ضغطه على خانة محادثة الدعم الفني، والتي وضعها القائمون على الموقع لتولي إقناع العميل بشكل مباشر، وبعد أخد ورد طلب رقم إرسالية سابقة قام الموقع بإرساله إلى أي من عملائه في السعودية، وقال: «إضافة إلى كون رقم الإرسالية ذاته تدرجه عدد من المواقع الصينية التي تزعم بيعها أحدث صيحات الأجهزة الإلكترونية بأفضل الأسعار كدليل براءة، إلا أن مفاجأة المتطوع خالد كانت اكتشافه أن تاريخ الإرسالية يسبق تاريخ إنشاء الموقع المذكور بنحو أسبوعين، وهو ما دفع المتحدث إلى إلغاء المحادثة وتجاهل بقية حواره». كما أكد عدد من الضحايا رداً على أسئلة حول «أمازون الشرق» في مختلف المواقع التي يقصدها المتصفحون لطرح أسئلتهم ويتولى الزوار الإجابة مع التصويت لأفضل جواب، قيامهم بتحويل مبالغ مالية لشراء أجهزة «آي فون»، لتتوقف الشركة عن الرد على اتصالاتهم ومراسلاتهم بعد ذلك مباشرة، بينما استغرق الأمر بضعة أيام بالنسبة إلى آخرين قبل أن ينضموا إلى قائمة الحظر. وفي كل من بلجيكا وهولندا ودول أوروبية أخرى يصعب الدخول على صفحة موقع «أمازون الشرق»، ويجد المتصفح بعد وضعه الرابط، اعتذاراً لعدم التمكن من الوصول إلى الصفحة، مع رابط لموقع أمازون الأصلي في حال رغب المتصفح استخدامه، إلا أن الموقع المذكور ليس الموقع الوحيد الذي يستغل الثقة التي بات يتمتع بها الموقع الشهير «أمازون»، ليستخدمها في تأسيس مواقع مختصة في بيع الوهم، إضافة إلى وجود أكثر من 20 موقعاً معظمها تتخذ من الصين مقراً لها وتستخدم اسم «أمازون» كجزء من اسمها ولا تقدم أي خدمات غير النصب والاحتيال، بحسب صحف غربية، مستندة في ذلك إلى غطاء القانون الصيني الذي يضم ثغرات تجعل ملاحقة من قام بالاحتيال خارج الصين أمراً في غاية الصعوبة، بينما تعتبر التقليد صناعة تدر مبالغ طائلة على صناديق الدولة، وإضافة إلى «أمازون الشرق» يعج موقع التواصل الاجتماعي بتغريدات من مختلف دول العالم، تروج لأجهزة إلكترونية بأسعار بخسة، ومن بينها أجهزة لم تصدر بعد كجهاز «آيفون5» و«آيباد3».