بحث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال استقباله أمس رئيس المخابرات المصرية العامة اللواء مراد موافي المسائل ذات الاهتمام المشترك. وحضر اللقاء مدير الإدارة العربية في الخارجية السعودية الدكتور ناصر البريك، ووكيل المخابرات العامة المصرية اللواء مصطفى البحيري. وفي القاهرة، أكد سفير السعودية لدى مصر أحمد قطان أن «الأزمة العابرة بين مصر والسعودية انتهت»، معتبراً أن «الخلاف بين الأشقاء من باب العتب وليس الخصومة». ودعا الإعلام إلى «قول الخير أو الصمت». وقال: «لا نعترض على أي تظاهرات إذا كانت في شكل حضاري». ونفى دعم السعودية لأي من التيارات السياسية أو المرشحين للرئاسة في مصر. وقال قطان في مؤتمر صحافي عقده أمس بعد عودته إلى القاهرة، إنه «مع بدء عمل القنصليات تم إنجاز 7 آلاف تأشيرة منها 3 آلاف في القاهرة و3 آلاف في الإسكندرية وألف في السويس». ونفى وجود تراجع أو انسحاب للاستثمارات السعودية في مصر، «بل العكس فإن التبادل التجاري زاد من 800 مليون دولار إلى 1.2 بليون دولار». وأضاف: «ستكون هناك دفعة مساعدات مالية لمصر الشهر الجاري... ويفترض أن يقوم وفد سعودي بزيارة مصر للانتهاء من هذا الأمر»، مشيراً إلى أن «خادم الحرمين أوضح أنه حريص على أمن واستقرار مصر، وأن السعودية كانت أول دولة بادرت بمساعدة مصر بعد الثورة من خلال برنامج 3.9 بليون يتضمن 7 بنود منها أشياء مالية لدعم الموازنة العامة، ووديعة للبنك المركزي، وشراء للسندات، وإنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة». ونقل عن خادم الحرمين قوله خلال استقباله الوفد المصري إلى السعودية ان «التاريخ ليس صفحة عابرة يمكن أن يعبث بها أحد، فالعلاقة مع مصر لا يمكن أن تقبل جدلاً أو مساومة»، مشيراً إلى أن «الخلاف بين الأشقاء هو من باب العتب، وليس على أساس الخصومة، وباب العتب باب واسع تحكمه العقلانية، كما أن خادم الحرمين نوه بمكارم أخلاق الشعب المصري». وعما تردد عن اشتراط الرياض إصدار الوفد المصري بيان اعتذار عما حدث وبيان إدانة للسياسة الإيرانية، نفى قطان هذا في شدة. وقال إن «السعودية لم تطلب أن يعتذر أحد، وخادم الحرمين عبر في كلمته عن مشاعره لمصر... ليس بيننا اعتذار، بل عتاب. ولم يعتذر أحد ولم تطلب السعودية إصدار بيان لإدانة السياسات الإيرانية». ورأى أن «الأزمة بدأت بتبني بعض وسائل الإعلام قصة مختلقة قالتها زوجة المحامي (المصري المعتقل في السعودية أحمد) الجيزاوي، ولم يحاول من أثار هذه المشكلة التعرف كيف صدر هذا الحكم ومن أين علم به والتأكد من مصدر المعلومة». وأضاف أن «السجناء في السعودية نوعان: الأول تم إصدار أحكام قضائية في شأن جرائمهم، وهناك قناعة تامة بعدالة القضاء السعودي مثلما يوجد مساجين سعوديون في مصر ولم نعترض على عدالة القضاء المصري الذي نثق به، أما النوع الآخر فالسجناء الذين لم يقدموا للمحاكمة وهم متهمون في قضايا إرهابية نتيجة محاولة إدخال أسلحة ومرتبطون بالقاعدة... أمن السعودية خط أحمر، ولن نسمح بالعبث به». وعن احتمال صدور عفو ملكي عن الجيزاوي، قال إن «الجيزاوي بريء حتى تثبت إدانته وسيصدر الحكم العادل بحقه الذي يناسب الجرم الذي ارتكبه. بعد ذلك لكل حادث حديث، ولست أنا من يقرر مصيره». ونفى تعرض المساجين المصريين للإهانة أو سوء المعاملة في السعودية، موضحاً أن «المحتجزين المصريين الموجودين في السعودية تم اعتقال غالبيتهم بتهم تتعلق بالتورط في أعمال إرهابية وإثارة الفوضى والعبث بأمن البلاد، وسيتم تقديمهم لمحاكمات عادلة في أقرب فرصة بعد استكمال المقتضيات اللازمة لذلك، وستصدر بحقهم الأحكام التي تتناسب وطبيعة الجرم الذي قاموا به». ونفى قطان في شدة ما تردد عن دعم سعودي لمرشحين للرئاسة المصرية أو التيارات الإسلامية، وقال إنه «أمر غير حقيقي، ولا ندعم أي تيار أو أي مرشح. وأتحدى أن أياً من المرشحين الشرفاء تلقى دعماً سعودياً. نحن نقف على مسافة واحدة من الجميع، والرئيس المصري القادم سيكون حريصاً على توطيد علاقته مع السعودية والعكس، وتعاملنا منذ أن بدأت العلاقات بيننا مع كل أنظمة الحكم سواء جمهورية أو ملكية».