قرعة كأس الملك للأبطال، جاءت هذا الموسم بصورة مختلفة عن المواسم الماضية، فقد ترتبت عشوائياً، إذ وضعت أبرز ثلاثة فرق في مجموعة، أو شبه مجموعة، فيما وضعت المجموعة الأقل فنياً في المجموعة الأخرى باستثناء الشباب كنوع من الاتزان، لكن وجود الشباب الذي نال النصيب الأكبر من الترشيحات سقط في اول المشوار على يد النصر، ويتحمل مدربه ميشيل برودوم المسؤولية الكبرى بسبب التشكيلة التي لعب بها، إضافة إلى أنه لم ينجح في قراءة أوراق منافسه، معتمداً على ما يناله من إطراء، بدأت تحوم حوله الشكوك، ولسنا هنا بمناقشة أسباب الخروج الشبابي، ولكن ما يعنينا هنا هو الاتزان الذي جعل من كأس الملك للأبطال فرصة لعدم سيطرة الأقوياء. وعلينا الاعتراف بأن الترشيحات لنيل الكأس محصورة بين فريقي الهلال والأهلي في المقام الأول، فالفائز منهما سيكون بطلاً بنسبة كبيرة، ثم يأتي النصر الذي لم يبلغ «نهائياً» منذ زمن طويل، ولكن جماهير النصر بدأت تشعر بأن فريقها أصبح قريباً من نيل بطولة، بعد ان هجرته البطولات مواسم كثيرة، وهذا يحتاج من الفريق النصراوي تجاوز فريق الفتح (صعب المراس)، لأن خروج النصر من الفتح، وتأهل الأخير للنهائي، يعني بأن النصر ما زال يئن تحت وطأة التخبط، وعدم ارتفاع درجته الفنية ما جعل القرعة هي التي قذفت به الى هذه المرحلة، اما فوزه وبلوغه النهائي، ثم الفوز بالكأس، فإنه سيعود الى مجده المنتظر، والأهلي سبق ان فاز بهذه الكأس وهو حامل اللقب، ولن يقلل خروجه من الكأس من فرض قوته وهيمنته ونفوذه، لأنه اثبت بأنه فريق قادر على كسب البطولات، وإضافة كؤوس جديدة ل«قلعته». ومن بقي من الفرق المتنافسة كأنها وزعت بشكل من الصعب الترتيب له، فالأهلي في المقام الأول لأنه يدافع عن لقبه، ومنذ الموسم الماضي أعلن استعداده لمنافسة الجميع، نضيف الى ذلك مدرسته التدريبية التي يعمل الأهلاويون معها، من دون ضجيج، ونجومه الذين أصبحوا يفرضون وجودهم بأدائهم المميز، وفوز الأهلي بالكأس، هو إنصاف لخسارتهم الدوري، وقسمة عادلة، أما الثاني فهو الهلال الذي لم يسبق أن فاز بهذه البطولة (بمسماها الجديد)، على رغم وجود البطولات كافة في خزانته، لذلك سيحاول الفريق الفوز بها لتكتمل عقوده البطولية من الجهات كافة، أما ثالث المغامرين فهو النصر الذي قلنا بأنه تأخر كثيراً للعودة الى البطولات، وهناك شعور بأن نهاية هذا الموسم، سيكون بداية البطولات النصراوية، وإذا ما فعلها النصر وهو يستطيع فقد تكون بداية التصحيح، او تصديقاً لقول رئيسه الأمير فيصل بن تركي للجماهير (عليكم بالصبر). اما الرابع، فهو أسرع فريق في تاريخ الكرة السعودية الذي سيقول كلمة ستظل خالدة عندما يحين أي نهائي إذا ما استثنينا فريق التعاون الذي لعب على نهائي كأس الملك أمام النصر في عام 1410ه، لكن الفتح سيكون الأسرع عندما يتأهل للنهائي، ويفوز باللقب، وشخصياً لا استبعد ان يحقق الفتح ذلك، فهو يملك فريقاً مرتباً، وبه لاعبون يقدرون فريقهم، شريطة ان لا يسقط مدربهم في فخ الكولومبي ماتورانا، وان يغير مدرب الفتح نظرته القديمة بأن النصر أضعف فريق في الدوري. [email protected]