مكسيكو - ا ف ب - قبل اقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية، تواصل المكسيك انزلاقها في دوامة العنف، بعد العثور على 23 جثة الجمعة في الشمال الشرقي، وعلى اربعة اشخاص مقطعي الاوصال، منهم ثلاثة مصورين صحافيين، الخميس في مرفأ فيراكروز على خليج المكسيك. ويضاف ضحايا هذه الجرائم البشعة الى 34 شخصا قتلوا خلال الاسبوع في ولاية سينالو (غرب) احدى ابرز مراكز تهريب المخدرات، في مواجهات قاسية وطويلة بين تجار المخدرات وقوات الامن. لكن موضوع العنف الذي اسفر حتى الان عن اكثر من 50 الف قتيل منذ الحرب التي اعلنها على تجار المخدرات الرئيس فيليب كالديرون لدى تسلمه مقاليد الحكم في كانون الاول/ديسمبر 2006، لم يطرح سوى بصورة هامشية ضمن مواضيع حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في الاول من تموز/يوليو. وقد تتيح المناظرة الاولى للمرشحين الاربعة الى الانتخابات الرئاسية، مساء الاحد، تقديم مزيد من الايضاحات حول مشاريعهم في المجال الامني، فيما يواصل الرئيس السابق فنسنت فوكس، سلف فيليب كالديرون والعضو في الحزب نفسه، توجيه الانتقادات الى فشل "الحرب" على المخدرات. وبدأ اسبوع العنف السبت الماضي بسلسلة من المواجهات في ولاية سينالو، معقل تاجر المخدرات يواكيم "ال تشابو" غوزمن، بين رجال مسلحين وقوات الامن. واسفرت تلك المواجهات التي تشبه فصول حرب حقيقية، عن 20 قتيلا بين المجرمين المفترضين وشرطي وجندي، اضيف اليهم 12 قتيلا (10 رجال مسلحين وجنديان) في مواجهة مسلحة اخرى الاربعاء. وانتشرت الخميس بسرعة في مرفأ فيراكوز انباء عثور البحرية على اربع حقائب وضعت فيها جثث مقطعة الاوصال ملقاة في احدى القنوات. وهي لثلاثة مصورين صحافيين وامرأة، صديقة احدهم. وقد وقعت هذه الجريمة الواضحة الاهداف ضد الصحافة، بعد خمسة ايام فقط على اكتشاف جريمة قتل مراسلة مجلة "بروسيسو" الاسبوعية المتخصصة في التحقيقات حول الجريمة المنظمة، خنقا في خالابا، عاصمة ولاية فيراكروز. ودب الذعر الجمعة في مدينة نيوفو لاريدو القريبة من الحدود الاميركية شمال شرق المكسيك في ولاية تاموليباس التي تشهد صراعا مستميتا وداميا بين ال تشابو وكارتل زيتاس وهو مجموعة اجرامية تعتبر الاعنف في المكسيك. وعثر على تسع جثث هي لاربع نساء وخمسة رجال مشنوقة تحت احد الجسور. وقد شنقت هذه الضحايا التي عصبت اعينها وكبلت ايديها وراء ظهورها، على طول الجسر، كما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس. واثار هذا المشهد ردود فعل مذعورة في نفوس السائقين صباح الجمعة على هذا الجسر المزدحم. وفي وقت لاحق، اعلن مصدر في الشرطة العثور على 14 جثة اخرى مقطوعة الرأس في عربة متوقفة في شارع مكتظ في المدينة، موضحا ان الرؤوس الاربع عشرة المحفوظة في برادات قد وضعت قرب دار البلدية. وقال فنسنت سانتشيز الاستاذ المتخصص في المسائل الامنية في معهد الحدود الشمالية، ان المرشحين الى الانتخابات الرئاسية قدموا تصوراتهم لمكافحة التسيب الامني "لكنهم لم يقدموا شرحا عميقا لما ينوون القيام به وكيف سيقومون به". واضاف ان الاوضاع الشبيهة بالاوضاع التي شهدتها المكسيك هذا الاسبوع، قد ترغمهم، اثناء مناظرتهم الاولى مساء الاحد، "على اتخاذ موقف يتسم بمزيد من الوضوح ومعالجة المسألة بمزيد من الانفتاح".