يتميز أصحاب مراكز صيانة الإطارات في محالهم المنتشرة على قارعة الطريق عن غيرهم من المراكز الكبيرة والمتخصصة باستخدامهم ل «ساعة معيار هواء الإطارات»، ذات الدقة المتدنية، على رغم وجود «شعرة الإشارة» المتذبذبة التي توهم سائق المركبة بدقة الضبط، متسببةً في حوادث طرق مأسوية حصدت عشرات الأرواح. ويقول بندر أحمد: «قمت بتعبئة إطارات سيارتي في أحد مراكز خدمات السيارات على طريق الحرمين في جدة، ولاحظت بعد مسافة ثلاثة أميال، أن هناك صوتاً عالياً للإطارات، واضطررت للتوقف لدى مركز صيانة آخر، و تفاجأت بأن معيار ضغط الهواء في المركز السابق يختلف عن المركز الثاني ب 10 درجات، وهو ما أثر على اختلال مستوى الهواء في الإطارات». ويحكي عبدالرحمن زكريا تجربته بقوله: «عندما تعرضت سيارتي لثقب في الإطار، توقفت من أجل إصلاحه لدى أحد مراكز خدمات الإطارات، ولكن مع الأسف بعد أن أخرج «المسمار» العالق في الإطار، بدأ بتوسعة فجوة مكان الثقب بطريقة عشوائية بتلك الآلة الحادة التي انطبق عليها مثل «الشق أكبر من الرقعة». أما فهد محمد فيقول: «أثناء قيادتي للسيارة حدثت مشكلة في السيارة، فحاولت الوصول بها إلى أقرب مركز خدمة سيارات على الطريق السريع، وحال تشخيص ذلك المركز قرر أن الخلل من بطارية السيارة، وبعد تركيبها، واصلت رحلتي، ولكنني تفاجأت بعد مسافة ساعة من المشي بالمشكلة نفسها وتوقفت ثانية، وبدا لي أن المشكلة ليست في تغيير البطارية، ومع الأسف يجب أن يكون هؤلاء العاملون مؤهلين ولو بدورات أساسية». بدوره، يوصي خبير صيانة الإطارات بإحدى الشركات العالمية إسماعيل أدهم بضرورة الانتباه لأي خطأ في قياس ضغط الهواء داخل الإطارات، لأن ذلك يضر بها حتماً، موضحاً أن السيارات الصغيرة تحتاج إلى 30 رطلاً على بوصلة قياس ضغط الهواء، وفي حال الزيادة يؤدي إلى انفجارها مع عوامل سرعة السيارة وسخونة الإطار. ويشدد أدهم على ضرورة الابتعاد عن الإطارات التي يتم تدويرها وإعادة تجديدها وبيعها جديدة بسعر مخفض، مؤكداً أنها السبب الرئيس للحوادث الناجمة عن انفجار الإطارات.