أكد الباحث حسن سفر أن السعودية تميزت على غيرها من الدول الإسلامية، بنص نظامها على تطبيق الشريعة الإسلامية، عملاً بما نصت عليه المادة السابعة والثامنة من النظام الأساسي للحكم الصادر بالأمر الملكي رقم أ/90 في 27/8/1412، والذي نصت المادة السابعة منه بما يأتي: «يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة»، وعلى ما نصت عليه المادة الثامنة: «يقوم الحكم في المملكة العربية السعودية على أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامي»، ونص نظام مجلس الوزراء الصادر بالأمر الملكي رقم 131 في 3/3/1414 في مادته الثالثة على ثلاثة شروط لعضو مجلس الوزراء وهي أن يكون سعودي الجنسية بالأصل والمنشأ، وأن يكون من المشهود لهم بالصلاح والكفاية، وألا يكون محكوماً عليه بجريمة مخلة بالدين والشرف. ويضيف: «وعلى ضوء ما نصت عليه الأنظمة واللوائح التفسيرية لها تقوم اختيارات موظفي الدولة الكبار من الوزراء وغيرهم على حسن الاختيار والدقة والتحري الكامل خلال عهود ملوك الدولة السعودية»، وسرد الدكتور حسن سفر مثالين على ذلك «من ذلك ما حكاه لي الوالد الشيخ محمد العوضي رحمه الله أنه لما وقع اختيار الملك فيصل رحمه الله عليه وزيراً للتجارة والصناعة استدعاه إلى مكتبه في الديوان الملكي بالطائف، وقال له مخاطباً: «يا أخ محمد لقد كنت أبحث عن سيرتك وعملك فتجمعت فيك عندي النزاهة والإخلاص والأمانة، وقد وقع اختياري عليك وزيراً»، وطلب الأمر الملكي المعّد ووقعه، ثم خرج الشيخ العوضي مسلماً ومستأذناً، وسمع عبر المذياع أمر التعيين. يعلق الوزير العوضي رحمه الله قائلاً: «كان يسأل وينقب وعنده خبرة بالرجال فحصاً وتقصياً»، والكل يشهد للوزير العوضي بالمثالية والإخلاص لدينه ووطنه وملكه. أما المثال الثاني في الاختيار فهو للسيد حسن الكتبي وزير الحج والأوقاف رحمه الله الذي كان هو الآخر من تلك الاختيارات وغيرهم من الوزراء. وقد أبلى كلاهما بلاءً حسناً في منصبه، جاعلين نصب أعينهم رحمهم الله المخافة في العمل والتفاني في أداء الأمانة والنزاهة». واعتبر سفر النموذجين مثلاً لوزراء آخرين في القديم والحديث «تسنموا كرسي الوزارة واستشعروا المسؤولية، وحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبهم وينتقدهم الشعب، ويتذمر من طول بقائهم، أو يكتب عنهم نقداً وتعرية في «تويتر» أو «فيسبوك»، فلم يحوجوا أنفسهم لهذا وذاك ، بل فتحوا القلوب والأبواب لاستقبال ذي الحاجة والمشتكي والمظلوم والمقهور والأرملة والمسكين بناء على أمانتهم ومسؤولياتهم أمام الله ثم ولاة الأمر الذين أصدروا توجيهاتهم للوزراء بالحرص والإخلاص والأمانة فيما كلفوا به. كما أن منظومة الوزراء الذين حظوا بالثقة الملكية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وما صاحبها من تغيرات طفيفة في بعض الوزراء، يظلون مميزين عند السواد الأعظم من الشعب، وجديرين بمناصبهم».