طالبت باحثة سعودية بضرورة إعداد المقبلين على الزواج ثقافياً واجتماعياً ونفسياً، عبر دورات تدريبية معتمدة، تمنح الملتحقين بها «إجازة» ، تسهل في إتمام إجراءات الزواج. ودعت المحاضرة في كلية التربية والاقتصاد المنزلي والتربية الفنية في جدة الدكتورة إلهام العويضي، إلى الاهتمام بالثقافة الأسرية، وتقديمها للجنسين كمنهج يدرس في المرحلتين الثانوية والجامعية، لمساعدتهما على تكوين أسرة وفق الأسس الصحيحة. وكشفت الدراسة التي أجرتها بعنوان «فاعلية برنامج إرشادي منبثق عن مدى إلمام الفتاة الجامعية بالمهام الأسرية» أن مستوى إلمام الطالبات (عينة البحث) بالعلاقة بين الزوجين ورعاية الأبناء قبل تطبيق البرنامج الإرشادي كان متوسطاً بنسبة 67.92 في المئة و70.26 في المئة على التوالي، في حين كان المستوى جيداً بنسبة 81.9 في المئة فيما يتعلق بمهام الحياة الأسرية. أما بعد تطبيق البرنامج الإرشادي، فقد ارتفع مستوى إلمام الطالبات، ليصبح جيداً في مجالات الدراسة الثلاث بنسبة 100 في المئة. وأظهرت نتائج الدراسة التي أجريت على 263 طالبة جامعية، أن أعلى استفادة من البرنامج كان في مجال العلاقة بين الزوجين بنسبة 26,06 في المئة، يليه مجال رعاية الأبناء ب 20,38 في المئة، ثم مجال إدارة الحياة الأسرية بنسبة 14,6 في المئة. وأشارت الدكتورة العويضي إلى أن الدراسة كشفت وجود فروق معنوية عند المستوي الاحتمالي (0.01) في مستوى إلمام الطالبات بجميع المجالات، محل الدراسة قبل تطبيق البرنامج وبعده، ما يؤكد فاعلية البرنامج الإرشادي في تحسين ورفع مستوى إلمام الفتيات بالمهام الأسرية. وأوضحت الباحثة أن الدراسة تلفت نظر أفراد المجتمع إلى فكرة أساسية ترتبط بضرورة إعداد وتأهيل الفتاة للقيام بوظيفتها كزوجة وأم، باعتبارها أهم وظيفة وأخطر دور يمكن أن تمارسه، وذلك بنفس درجة الاهتمام بإعداد الفرد لأي وظيفة يسعى للالتحاق بها. وقالت الدكتورة العويضي ل«الحياة»: «يتمثل الهدف الرئيس للدراسة في رفع مستوى إلمام الفتاة الجامعية السعودية بالمهام الأسرية، من خلال التعرف على المعلومات والمهارات التي يجب أن تلم بها الفتاة، لأداء المهام الأسرية، وتحديد مدى إلمامها بها». مشيرة إلى أن الدراسة تهدف أيضاً إلى تخطيط وتنفيذ برنامج إرشادي يعالج جوانب القصور في معلومات ومهارات الفتاة المرتبطة بالمهام الأسرية. وأكدت ان الدراسة قدمت برنامجاً شاملاً يزود الفتاة بكل ما تحتاج إليه من معلومات ومهارات مرتبطة بالمهام الأسرية، يسهم في دعم الأسرة السعودية من خلال إعداد الزوجة المزودة بالخبرات والمهارات اللازمة لإنجاح الحياة الزوجية. وترى الدكتورة العويضي أن الدراسة تفتح المجال أمام المهتمين بشؤون الأسرة في القطاعين الخاص والحكومي للاستفادة من البرنامج الإرشادي، وكتيب الإرشادات المرافق له، من خلال تقديمه للفتيات المقبلات على الزواج في جميع أنحاء المملكة في صورة دورات منتظمة.