قال المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، إن من ينتقدون موقف المملكة تجاه العدوان الإسرائيلي على فلسطين «مغالطون للحقيقة»، مؤكداً أن السعودية «تحاول بكل جهدها وقف عدوان الظالمين على قطاع غزة»، مشيراً إلى أن هناك صمتاً دولياً واضحاً تجاه الأحداث في فلسطين، «الصمت الدولي واقع، ولا أصوات تنادي بكف العدوان الظالم على غزة». وأكد آل الشيخ في حديث مع «الحياة» أمس، تعليقاً على كلمة خادم الحرمين الشريفين التي وجهها إلى الأمتين الإسلامية والعربية بشأن الأوضاع في المنطقة، إن «المملكة وقفت دائماً مع فلسطين في جميع المحافل الدولية، وتحاول بجهودها وبكل ما تستطيع وقف العدوان، فهي لم تقصر أبداً». وشدد على دعوة الملك عبدالله لعلماء الأمة في شأن تبيان الصورة الحقيقية للإسلام، وقال: «واجب العلماء نحو أمتهم أن يبينوا الحقيقة للناس ويكشفوا الغطاء للناس، ويجب عليهم تبيين الأخطاء التي ترتكب، وتقويمها على قدر الأخطاء التي ارتكبوها». ولفت إلى أن كثيراً من شبان المسلمين ينخرطون في تنظيمات مشبوهة، وقال: «هذا خطر عظيم، ودعوتنا لأولياء الأمور الانتباه إلى ذلك، وأن تعمل الجهات المختصة في الدولة على منعهم من الذهاب إلى تلك الأماكن»، لافتاً إلى أن بعضهم «يقاتل لأجل الآراء الشاذة». وأكد المفتي العام إلى أن بعض المسلمين يعمل على تشويه صورة الإسلام، وأضاف: «لا شك في أن من فهم الإسلام على غير الإسلام يعمل على تشويهه، والخوارج فهموا الإسلام على غير فهمه وكل تطبيق للشريعة على غير صحة هو إساءة للإسلام». وقال المفتي في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية أمس، إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي وجهها للأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، «رسالة أبوية كريمة يراد بها الخير للعالم أجمع». وأوضح آل الشيخ أن كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز «تضمنت الكثير من الدروس والعبر لعلماء هذه الأمة وقادتها لتحمل مسؤولياتهم تجاه قضايا أمتهم المصيرية، وأن يهتموا بشعوبهم، ويدرأوا عن إخوانهم المسلمين الظلم والعدوان الذي يتعرضون له». وقال إن «من يروجون لأعمال الإرهاب باسم الإسلام بعيدون عنه كل البعد، فالإسلام دين السماحة والخير، ومن يقول غير ذلك فهو مغالط للحقيقة ومخالف لأمر المسلمين، إذ لا يحق قتل النفس التي حرم الله وفقاً لأهواء فئة ضالة استباحة دماء المسلمين بغير حق، مؤكداً أن المملكة كانت وما زلت نصيرة للحق داحضة للإرهاب بمختلف أشكاله». إلى ذلك، قال عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور فايز الشهري، إن كلمة خادم الحرمين الشريفين جاءت مهمة في مضمونها وتوقيتها إزاء الأحداث في المنطقة، معتبراً أنها «وثيقة تاريخية تبين الموقف السعودي المبدئي مما يجري على أرض فلسطين من عدوان، وكذلك من التطرف والإرهاب بكل أشكاله». وأكد الدكتور الشهري ل«الحياة» إن ما يلفت في الكلمة «دعوة الملك عبدالله لعلماء الأمة الإسلامية للاضطلاع بمسؤولياتهم التاريخية والصدع بكلمة الحق في مواجهة الفتن والإرهاب في العالم أجمع، وكذلك إشارته إلى أن داعمي ورعاة الإرهاب من منظمات ودول سيجنون خسائرهم بعد أن يتعرضون له». وأضاف: «المملكة عبرت عن خيبتها تجاه الصمت والتراخي الدولي لما يجري على أراضي البلدان الإسلامية، وأراد خادم الحرمين في كلمته أن تكون المملكة كعادتها فوق الأحزاب والجماعات، بميلها إلى حقوق الشعوب المصيرية». وتابع: «السعودية لم تقفز على القضايا المصيرية، وكان بإمكانها أن تكسب الكثير سياسياً ولكنها اختارت المبدأ التي كلفها الكثير وأعلن خادم الحرمين الشريفين استمرار هذا المبدأ في كلمته أمس».(للمزيد).