تختلف عادات عيد الفطر في السعودية من مدينة لأخرى باختلاف الأهالي وتقاليدهم المعتادة، وتمثل منطقة «المويه» التابعة لمحافظة الطائف عادات وتقاليد مختلفة، نشأ عليها الآباء والأبناء حتى أضحت «بروتوكولاً» اجتماعياً رسمياً متعارفاً عليه. وتبدأ احتفالات العيد في «المويه» بنصب الخيام الكبيرة «الصيوان» في المداخل ليتم استقبال المهنئين بالعيد، وتقام فيها الولائم التي تستمر إلى اليوم الخامس من أيام العيد، وهي عادة متداولة منذ القدم لأهل المحافظة في أيام الأعياد والتي تمتد فيه الأفراح إلى الصحاري لدى ملاك الإبل. وتواكب أيام العيد فرحة أخرى لأبناء المحافظة والمراكز التابعة لها، إذ تكتمل فرحة العيد بحجز قصور الأفراح للمقبلين على الزواج من شباب المنطقة الذين حددوا إكمال نصف دينهم في ليالي العيد، لا سيما عيد الفطر مع حجز مسبق لكبار شعراء المحاورة من المنطقة وضواحيها، وتمتزج ليالي العيد في المويه بالألفة والمحبة وصلة الرحم ونبذ الخلافات بين النفوس، وتطوى صفحة الخلافات. يقول المواطن فهد أحمد الغامدي إن للعيد طعماً آخر في محافظة المويه وعلى رغم أن مقر عمله في محافظة جدة، إلا أنه يفضل قضاء فرحة العيد إلى جانب والدته في المويه، وحضور تقاليد وعادات لا توجد في المدن الكبيرة، من حيث التواصل بين الأقارب وصلة الرحم بعيداً عن زحام الشوارع وإشارات المرور وضجة المدن. وتحدث المواطن بدر علي الخراص عن العيد في نظرة الإسلام، مشيراً إلى أنه ملتقى عواطف تتقارب بين طوائف كانت بالأمس تتحارب، موضحاً أن المنازل عادة لا تخلو من الأكلات الشعبية والحلوى بأنواعها، إضافة إلى التهاني المتبادلة يوم العيد بين أبناء المحافظة سواء أكان في الطرقات الرئيسة، أم في مجالس أعيان القبيلة المخصصة للعوائل. ولفت إلى أن عادات أهل المحافظة يوم العيد تشمل المناسبات الجماعية للعوائل بالمخيمات التي تخصص لهذه المناسبة، أو المجالس المخصصة لذلك، إضافة إلى الاستعدادات التي تسبق يوم العيد أبرزها تهيئة المجالس، أو المخميات لاستقبال الزوار والمهنئين، مشيراً إلى أن أبناء المحافظة يحرصون على زيارة كبار السن، لا سيما المرضى منهم ومواساتهم. وتمتد مظاهر العيد والعادات لتشمل صحاري المويه الشاسعة الهادئة، إذ تحدث أحد ملاك الإبل بندر الشيباني، قائلاً: العيد في محافظة المويه يتميز بأن المحافظة فيها قبائل عدة من جميع قبائل العرب، ومن الإخوة المقيمين من جنسيات مختلفة، ولهذا يتميز كل بما يقدمه في العيد من كرم. ...ورئيس البلدية يؤكد تجهيز الحدائق والمتنزهات للزوار تشرع بلدية المويه في مهمتها قبل العيد وأثناء العيد في إنارة الشوارع وتجهيز المتنزهات والحدائق، وتهيئتها لاستقبال مرتاديها والعمل على نظافة البلدة، وتحسين مداخلها وتطويرها في شكل مستمر. وتحدث إلى «الحياة» رئيس بلدية المويه فهد مرعي القحطاني، وقال إن بلدية المويه جهزت الحدائق والمتنزهات وألعاب الأطفال وأعدت أماكن خاصة لمهرجان المحافظة لتنطلق منها الألعاب النارية، مشيراً إلى أن البلدية ستواصل عملها خلال عيد الفطر وتقوم بدورها المناط بها في تكثيف الرقابة الصحية على المحال التجارية والمطاعم. ولفت إلى تشكيل فريق عمل كبير من المتخصصين والمراقبين الصحيين الميدانيين، لتكثيف الجولات الميدانية على محال بيع المواد الغذائية والمخابز كافة ومسالخ البلدة، وتتبع صلاحيات المواد الغذائية الاستهلاكية، موضحاً أن البلدية ستطبق العقوبات المنصوصة والغرامات بحق المخالفين. وأكد أنه تم توجيه قسم الصيانة ببلدية محافظة المويه بنشر عقود الزينة على مصابيح الإنارة في الطرق الفرعية والرئيسة، ومداخل المحافظة لتعطي واجهة حضارية، خصوصاً أن محافظة المويه تقع على طريق الرياض - الطائف الدولي وتمر بها على مدار الساعة مئات من مركبات المسافرين المتجهة إلى المشاعر المقدسة بمكة المكرمة والمدينة المنورة.