خرجت توصيات ملتقى الشباب الخليجي الأول المنتهي بالأمس في الرياض، مطالبة بزيادة التركيز على قضايا الشباب، وغلبة للهم الدفاعي والأمني على الاقتصادي، فيما طالب محاضرون بمشاركة الشباب في صناعة القرار في دولهم، مستثنين القرار الأمني والدفاعي. وانتهى المشاركون بتوصيات جاء فيها: «أن تستهدف عملية الانتقال من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد إقامة كيان دفاعي منيع قادر على مواجهة الأخطار الخارجية جميعاً، وأن يفضي الاتحاد إلى تعزيز مكانة وثقل دول الخليج العربية إقليمياً ودولياً، وأن يعزز من قدراتها التفاوضية في المحافل الدولية، وتعزيز الجبهة الداخلية للاتحاد عن طريق تفعيل المشاركة السياسية وتطوير آلياتها ضمن المؤسسات الوطنية والاتحادية، وأهمية أن تتجاوز عملية الانتقال من التعاون إلى الاتحاد إطار ردود الأفعال الموقتة، وأن يبنى الكيان الاتحادي كإطار مؤسسي جامع، معبر عن المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية طويلة الأمد لمواطني دول الخليج العربية، ومن الضروري اعتماد مبدأ التدرج في الانتقال من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد». ورأت التوصيات أنه من المهم أن «يعكس الاتحاد دور دول الخليج العربية كمصدر رئيسي موثوق للطاقة عالمياً بما يدعم مكانة دول الخليج العربية على المشهدين السياسي والاقتصادي الدولي، وأن يُفضي الاتحاد إلى زيادة فرص العمل للشباب الخليجي، وسهولة تنقل المواطنين ورؤوس الأموال ضمن أقطار الاتحاد». وتركيزاً على الجانب الشبابي جاءت الدعوة بالاهتمام بقضاياهم: «من المهم أن يكون المواطنون عموماً، والشباب خصوصاً، محور التنمية بما يعزز من قيم الولاء والمواطنة، ويفتح المجالات للشباب للتفاعل الإبداعي مع محيطهم، ومن المفيد إنشاء «مركز خليجي موحد لدعم وتوجيه الشباب في سوق العمل»، بما يزيد فرص العمل للشباب الخليجي ويسهل من تنقل المواطنين ورؤوس الأموال ضمن أقطار الاتحاد، بما يسهم في تعميق المواطنة الخليجية، وتعزيز دور المجتمع المدني في العمل الاتحادي الخليجي المرتقب، مع الاهتمام بقطاع الشباب ودورهم البناء». وفي المستوى الإنساني نادت التوصيات بأن تَنحى المؤسسات الاتحادية نحو تعزيز ثقافة حقوق الإنسان، وقيم المساواة في الفرص والتنمية المتوازنة، ضمن أقطار الاتحاد بناء على مفهوم واضح للعدالة الاجتماعية، وأن تعمل المؤسسات السياسية والتعليمية والتربوية والإعلامية على تعزيز النسيج الاجتماعي لدول الخليج العربية، من دون النظر للتباينات المذهبية والطائفية والمناطقية والفكرية، بهدف خلق مجتمع خليجي قوي متماسك قادر على مواجهة المتغيرات الإقليمية والدولية. وكانت قد استمرت أمس جلسات المؤتمر الذي أكد فيها أستاذ العلوم السياسية البحريني الدكتور باقر النجار أنه «عندما ينظر المرء في القادة السياسيين في دول الخليج يلحظ خلوها من القادة الشباب - الذين يُتهمون بالتسرع والاندفاع- ولكني وجدت لدى الشباب عمقاً فكرياً ومداخلات عميقة وملامسة لمواطن الألم بجرأة أكبر، ولكنهم يغيبون حين الحضور السياسي، ولا أدري لماذا لا يُعتمد على المثال البريطاني الذي يؤهل جيلاً شاباً لقيادة الأحزاب، فلذلك تجد أن الكثير من قادة الأحزاب هناك من أبناء العشرينات». وشدد النجار على انه لابد من إدراك أننا في منطقة تماس تدخل إليها الكثير من العناصر، «وفي الأيام الأخيرة أدركنا أن هذه النوازع أصبحت محلاً للنقاش الداخلي والخارجي، وهذا يؤكد على ضرورة المواطنة الحقة الكاملة، وهذا يساعد على بناء بيئة اتساقية تقود إلى الاتحاد، وأطالب بتعميق الاتحاد في وسائل الإعلام الجديدة، وتأكيد وحدة المجتمع والابتعاد عن مناطق التوتر». ناشط قطري يتمنى أن تتغير عبارة «الشيوخ أبخص»