كثفت الجهات الأمنية في العاصمة المقدسة من عمليات بحثها خلال الفترة الماضية، في قضية اختفاء زوجة تربوي سعودي وأطفاله، بعد أسبوعين من تقديم بلاغه إلى الجهات الأمنية، فيما أبلغ الزوج «السفارة التركية» رسمياً عن اختفاء زوجته، وأكدوا له أنها لم تحضر لديهم». وأوضح مصدر ل «الحياة»، أن شرطة العاصمة المقدسة تلقت بلاغاً من «التربوي» يفيد فيها باختفاء زوجته وأطفاله من المنزل في ظروف غامضة، مشيراً إلى أنه تم استقبال البلاغ من الشرطة وتم فتح ملف للقضية. ووقع ال «تربوي السعودي» في حيرة من أمره، بعد أن أجبر على العودة لأرض الوطن بعد غيابه عنها مرغماً بداية شهر رمضان الماضي بسبب مرض والدته، ليجد زوجته التي تحمل الجنسية «التركية» وطفليهما من ثمرة زواجهما الذي استمر قرابة سبعة أعوام مختفين من المنزل دون أثر، إضافة إلى بقاء جميع أغراضهم الشخصية على وضعها داخل المنزل ومن بينها هاتف زوجته الخاص. وتحدث المواطن السعودي محمد عيسى والذي يعمل معلماً في منطقة مكة إلى «الحياة»، وقال: «اضطررت للسفر إلى تركيا بداية شهر رمضان لعلاج والدتي في أحد المراكز الطبية المتخصصة برفقة زوجتى الأولى، لكنني في الوقت نفسه عدت إلى مكة بعد فشل محاولاتي الاتصال بزوجتي التركية (اوزلام) والتي بقيت في مكة مع أطفالي، عبدالله ذو السبعة أعوام وعائشة ذات الأربعة أعوام، خوفاً من إصابتهم بمكروه، لكنني فوجئت بعدم وجودهم في الشقة الخاصة بهم في حي العزيزية بمكة، إضافة إلى وجود الجوال الخاص بزوجتي داخل الشقة التي بقي كل شيء فيها على وضعه، من دون نقل محتوياتها أو وجود آثار عنف». وأكد: «تقدمت ببلاغ رسمي إلى شرطة العزيزية بمكةالمكرمة أوضحت من خلاله اختفاء زوجتي، وأطفالي من باب الحرص عليهم، ولمعرفة مصيرهم وخوفاً عليهم من الأذى»، مبيناً أنه قبل أن يسافر إلى تركيا مع والدته وزوجته الأولى من مطار «جدة» وفر كل شيء لزوجته التركية وقام بشراء جميع الأغراض للمنزل من الأدوية وغيرها، إضافة إلى إعطائهم مبلغاً مالياً. وتابع حديثه قائلاً: «اتصلت بزوجتي في ال16 من رمضان الماضي وكانت المكالمة عادية للاطمئنان عليهم، ولم يكن في المكالمة شكوى منها وكان الحديث ودياً، وفي اليوم الآتي اتصلت وفوجئت بأن الهاتف مغلق واضطررت للتفكير في العودة السريعة، ولم أجد حجزاً إلا يوم 20 رمضان، وعند عودتي لم أجدهم بالمنزل، ووجدت آثار تحضير السحور والغسيل، ووجدت كل الأشياء بالمنزل بما فيها جواز السفر». وأضاف: «في البداية توقعت أنها ذهبت للصلاة في المسجد الحرام، وانتظرت لكنها لم تعد وعندها قررت التوجه لأقرب مركز شرطة للإبلاغ عن اختفائها، وأوضحت للجهات الأمنية أنها لا تتحدث العربية والإنكليزية». وزاد: «حضرت معي فرقة من البحث والتحري من شرطة العزيزية لمعاينة المنزل، وتم عمل المحاضر الرسمية كاملة، إضافة إلى إبلاغ السفارة التركية رسمياً عن اختفاء زوجته، وأكدوا لي أنها لم تحضر لديهم». وطالب المواطن من الجهات الأمنية بتكثيف البحث عن أطفاله، وزوجته التي وصفها ب «الغالية»، ولم يستبعد أن تكون زوجته غاضبة بسبب سفره الأخير إلى تركيا، مؤكداً أنه لن يحاسبها حال عودتها خوفاً عليها وعلى أطفاله. ووصف الزوج حياته مع زوجته التركية بالهادئة، مشيراً إلى أنه ارتبط بها في عام 2006، ولم تحدث بينهما مشكلات تذكر. وتعود تفاصيل قضية اختفاء زوجة التربوي السعودي وأطفاله إلى منتصف شهر رمضان، بعد عودته من سفره إلى مكةالمكرمة، إذ لم يجد أحداً منهم في المنزل الذي يقع بحي العزيزية.