على الطريقة «الهوليودية»، شهدت الرياض عملية هرب جماعي ل70 نزيلاًَ غالبيتهم من الجنسية الإثيوبية من سجن توقيف الوافدين بحي المربع في الرياض فجر أمس، إذ استطاع الهاربون إحداث ثقب كبير في جدار السجن والهروب من خلاله. وفيما تواصل السلطات الأمنية حتى ساعة إعداد هذا التقرير مطاردة النزلاء الهاربين من حجز التوقيف الخاص بالوافدين، أكدت مصادر أمنية موثوق بها ل«الحياة» تمكن الفرق الأمنية من القبض على عدد من الهاربين. وأوضحت المصادر أن الجهات الأمنية تقوم بعملية تمشيط واسعة في المناطق المحيطة للسجن منذ ساعات الصباح الأولى، ونشرت فيها الدوريات الأمنية. وتأتي عملية هرب النزلاء، غالبيتهم من الجنسية الإثيوبية، بعد تسبب أبناء الجالية الأخيرة في وقوع أحداث منفوحة (جنوب العاصمة)، واشتباكهم مع مواطنين، وقيامهم بأعمال تخريب جراء رفضهم لعمليات التصحيح التي أطلقتها الحكومة السعودية للمقيمين في البلاد بطرق غير نظامية. من جهته، أشار المتحدث الرسمي للمديرية العامة للسجون في المملكة الرائد عبدالله الحربي ل«الحياة» إلى أن الهاربين قاموا بكسر جدار العنبر الذي كانوا محتجزين بداخله، ما ساعدهم في الهرب من التوقيف. وقال الرائد الحربي إنه تم القبض على 25 نزيلاً من الهاربين، وجارٍ البحث عن البقية. وكانت «أحداث منفوحة» شهدت وقوع مشاجرات جماعية تم فيها استخدام أسلحة بيضاء، وقيام عدد من المخالفين برشق المارة ومركبات الأمن بالحجارة. وتمكنت شرطة الرياض من القبض على المتورطين في المشاجرات التي نتج منها وفاة مقيم سوداني الجنسية، وإصابة 17 شخصاً آخرين من جنسيات مختلفة، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، كما باشرت الجهات المختصة إجراءات الضبط الجنائي والتحقيق في تلك الحادثة. ووقف حينها نائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن على عمليات سيطرة الأجهزة الأمنية المختصة في شرطة الرياض على أعمال الشغب والفوضى التي أثارها تجمع العمالة الإثيوبية داخل حي منفوحة بعد مطالبتهم بإيقاف الحملات الأمنية لتعقب مخالفي نظامي العمل والإقامة. وأغلقت قوات الأمن مداخل ومخارج الحي للسيطرة على عمليات الشغب والقبض على مثيريه، وتمكنت من القبض على المتورطين في عمليات الشغب والفوضى، وأوقفهم في عدة دور للتوقيف كان منها توقيف حي المربع. وخلال الحملة الأمنية للسيطرة على الشغب، أعطت شرطة الرياض فرصة لمن أراد من العمالة الإثيوبية المخالفة أن يسلم نفسه أو عائلته طواعية، إذ جهزت لهم مقراً لإيوائهم قرب تقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع الدائري الجنوبي لسرعة إنهاء إجراءات سفرهم ومغادرتهم البلاد بالترتيب مع دور التوقيف.