من أبرز المشاهد اللافتة في مهرجان الورد الطائفي الذي يحمل صبغة عالمية في دورته الدولية الأولى في الأيام الجارية، مشهد أطفال حرمتهم الحياة من السير على أقدامهم يتنقلون بواسطة «كراس متحركة» بين أنواع مختلفة من الورود والزهور بطريقة تزرع السعادة في قلوبهم، وتنبت الابتسامة على محياهم. إذ لم تتركز أنشطة مهرجان الورد الطائفي العالمي على مدى المردود المادي المتوقع، وإدارة الصفقات التجارية، والترويج للمنتج، بشمولها أنشطة استهدفت أطفال مركز التأهيل الشامل الذين كانوا من أبرز الحاضرين خلال حفلة الانطلاق. وتلحظ ذوي الاحتياجات الخاصة يتحركون بين الفعاليات من جهة إلى أخرى، وسط حشود بشرية من زوار المعرض المصاحب للمهرجان بنهم كبير، يتناسون من خلاله أن حركتهم مرتبطة بكرسي متحرك. ويقول أحد ذوي الاحتياجات الخاصة محمد إبراهيم إن المهرجان ساعدهم في الحركة وعدم الاستسلام للانطواء إثر الظروف الصحية التي يعاني منها وزملاؤه، مضيفاً «ونعتبر الكرسي المتحرك صديقاً لنا يساندنا دائماً، وإن لم نفكر جميعنا بهذه الطريقة الإيجابية سنواجه مصاعب في العيش، فحياة الفرد تصنعها أفكاره». ويوضح زميله سلطان الثبيتي أنه يعيش حياته وفق مفهوم ينظر إلى نجوم السماء لتحقيق الارتقاء، وعدم النظر إلى الوحل «فهممنا عالية، وطموحنا كبير، فحين تجد لديك ليمونة طعمها لا يستساغ مثلاً اصنع منها شراباً حلو المذاق، ولا نستدر العطف من أحد إلا من الله عز وجل ونعتبر أنفسنا التي نعتز بها في القمم ولن نرضى بأقل منها». وأضاف «لا يكاد يمر زائر للمهرجان من دون أن يتوقف أمامنا، ونعلم أن وقفته شفقة إلا أننا نفسرها تفسيرات أخرى، ونضفي عليها جانباً محفزاً لنا نحن فقط، ونعتبر أننا جديرون بالمتابعة، ولسنا على هامش الفعالية». وتؤكد الاختصاصية الاجتماعية نعيمة العوفي التي رافقت أطفال مركز التأهيل الشامل، أن مشاركتهم في المهرجان دلالة على أنهم أعضاء في الجسد الاجتماعي، وجزء من نسيجه وتركيبته، موضحة أن المركز حرص على حضور فعاليات مهرجان الورد الطائفي في الدورات الماضية، وركزت حضورها في هذه النسخة الدولية. ورأت العوفي أن فعالية مهرجان الورد الطائفي الدولي المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة ستخفف من حدة ضغوطات الإعاقة، وتجعل آفاقهم تتفتح على العالم وتوجِد أمامهم أبواباً وخيارات متعددة وحديثة للإبداع.