رأى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن «دول المنطقة تقع الواحدة تلو الاخرى في كمين تبديد قوتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، ويزداد داخلها الشرخ الاجتماعي والانقسام الطائفي والمذهبي والعرقي، وتزدهر برامج لثقافة التطرف وتحوّل كياناتنا الى زواريب محكومة الى السلاح». وأشار الى أن «مختلف دول المنطقة وصلت الى لحظة الانكسار ودخلت نفقاً مضطرباً وقلقاً»، آملا بأن «تتمكن مصر من عبور استحقاقاتها الدستورية بما يؤدي الى ترسيخ وحدتها وتنوعها واستقرارها، وأن تتمكن سورية من بناء وصنع سلامها وإدارة حوار منتج حول المستقبل، وأن يتمكن الأشقاء الفلسطينيون من استعادة وحدتهم بما يمكنهم من إفشال مخطط تهويد القدس وإسقاط مشروع صهينة كيان العدو واستكمال تشريد عرب الارض المحتلة». وشدد على أن «لبنان في واقع المنطقة المضطرب المتوتر والقلق والمحكوم الى استراتيجية الفوضى البناءة، يحتاج دائماً الى تقوية عناصر وحدته الداخلية وتعزيز سلامه الاهلي والتفاهم على مخطط استراتيجي للتنمية المستدامة، تجعل من الادارة استمراراً، ليس كل مرة تأتي حكومة نختلف لمن نعطي هذا المركز او ذاك». وأعلن بري أمس في افتتاح كلية اللغات في جامعة القديس يوسف باسمه وبإسم مجلس النواب «ترحيبنا الشديد بالزيارة المنتظرة في شهر ايلول/ سبتمبر المقبل للبابا بنديكتوس السادس عشر والتي ستعيد الشرق انطلاقاً من لبنان مساحة للشركة والشهادة ومنارة للمحبة». ولفت بري الى أن «اللبنانيين تفوقوا في كل بلدان الاغتراب ولكن المفارقة انهم في وطنهم عجزوا عن ان يقرأوا لغة واحدة. ترى كيف يجدون لغة مشتركة ليفهموا على بعضهم فيتفاهمون؟». ودعا بري «الدولة بكل مؤسساتها وكذلك الجامعات ومعاهد التعليم العالي الى تبني وثيقة بيروت الصادرة عن المؤتمر الدولي السنوي للغة العربية». كما دعا الى «تأسيس ربيع لغوي نلتقي حوله حتى نعرف ماذا نتكلم وكيف ومتى نتكلم، ومتى يكون السكوت من ذهب». واعتبر ان «الديموقراطية والحرية والحوار وقبول الآخر والحكم الرشيد يجب ان تكون اولاً صناعة وطنية، وهذه العناوين تحتاج الى تربية على مسافة المنطقة وعلى مساحة شعوبها، وإلا فإننا سنحصد نتائج عكسية لديموقراطية لا تمثل نهج حياة وليست متأصلة في تربيتنا، ولحرية غير محكومة الى حدود القانون والى دولة «مدنية» اذا لم تكن محكومة «بالعسكر»، فإنها ستكون محكومة «للحرامية». ودعا الى صوغ مناهج للتربية على الديموقراطية والحوار ومكافحة الفساد.