إسلام آباد، واشنطن، موسكو - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - دانت المحكمة العليا في باكستان أمس، رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بتهمة «ازدراء القضاء» عبر عدم احترام قرار أصدرته عام 2009 في شأن تحريك دعوى قضائية ضد الرئيس آصف علي زرداري بتهمة تبييض أموال عامة في سويسرا بعد إلغاء عفو عام عنها عام 2007. لكن الحكم الرمزي الصادر ضده يمكن أن يؤدي إلى إقالته من منصبه، فيما طالبه زعيم المعارضة نواز شريف بالاستقالة فوراً لتفادي تسببه في أزمة أخرى»، وأيده رئيس الجماعة الإسلامية سعيد منور حسن وزعيم حزب «حركة الإنصاف» عمران خان. وأورد بيان الحكم الذي تلاه القاضي ناصر الملك أن «رئيس الحكومة جيلاني دين بمخالفة قرارات المحكمة، لأسباب ستسجل لاحقاً». وزاد: «ما نفذه جيلاني أهان المحكمة والنظام القضائي، وسيعاقب بموجب المادة 5 الخاصة بمخالفة قرارات المحكمة عبر توقيفه حتى رفع الجلسة». وغادر جيلاني، وعلى وجهه ابتسامة عريضة، قاعة المحكمة حراً وسط هتافات تأييد من وزرائه وعشرات المؤيدين، علماً أنه كان يمكن أن يدان بالسجن ستة شهور. وخارج المحكمة حيث انتشر حوالى مئتي شرطي من قوات مكافحة الشغب، أبلغت وزيرة الدولة فردوس عاشق اوان من «حزب الشعب» الحاكم، صحافيين بأن جيلاني سيستأنف الحكم الذي وصفته بأنه «يوم أسود جديد في تاريخ باكستان بعد استهداف ديموقراطيتها». ويتهم أعضاء في الحكومة قضاة بتجاوز صلاحياتهم لمحاولة إطاحة رئيس الوزراء والرئيس آصف علي زرداري قبل نحو سنة من إكمال الحكومة ولايتها، والذي سيجعلها الأولى التي تحقق هذا الأمر منذ استقلال باكستان قبل 64 سنة. ويقول كثيرون إن «الجيش يستغل المحكمة للضغط على الحكومة». وعلى رغم أن الدستور الباكستاني يمنع أي شخص يدان بتحقير القضاء أو إهانته من رئاسة الحكومة، يرى خبراء قانونيون أن إقالة جيلاني يمكن أن تستغرق وقتاً، وتحتم مشاركة رئيس مجلس النواب واللجنة الانتخابية. كما يمكن أن تزيد انعدام الاستقرار في البلاد التي تشهد أعمال عنف تنسب لإلى تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان». على صعيد آخر، أكدت وزيرة الخارجية الباكستانية حنا رباني كهر أن بلادها أوضحت «بعبارات جلية» أن الغارات الجوية التي تشنها طائرات أميركية من دون طيار ضد متشددي حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» داخل أراضيها يجب أن تتوقف، «لكن واشنطن لم تستمع». وتابعت: «يجب استخدام طرق أخرى يقبلها الطرفان للقضاء على المتشددين في المنطقة الحدودية بين أفغانستانوباكستان»، علماً أن إسلام آباد وواشنطن تختلفان أيضاً على أساليب مكافحة التشدد في أفغانستان ومستقبلها والمساعدات. وأعلن ضابط باكستاني في منطقة شمال غربي باكستان الأسبوع الماضي، أن من البدائل المطروحة كشف الولاياتالمتحدة معلوماتها لباكستان كي تستطيع مقاتلات الأخيرة استهداف المتشددين. جاء ذلك قبل زيارة مارك غروسمن، المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستانوباكستان، إسلام آباد لبحث الشروط التي وضعتها باكستان لتحسين العلاقات الثنائية، والتي تدهورت بعد قتل وحدة كوماندوس أميركية زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في أبوت آباد مطلع أيار (مايو ) 2011، ثم سقوط 24 جندياً باكستانياً في غارة شنتها مروحيات أميركية على مركز عسكري حدودي مع أفغانستان في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام ذاته. وقال قائد باكستاني في منطقة شمال غربي باكستان لرويترز الأسبوع الماضي إن من البدائل المطروحة أن تكشف الولاياتالمتحدة عن معلوماتها لباكستان حتى يمكن المقاتلات الباكستانية استهداف المتشددين. إلى ذلك، أعلن مصدر عسكري روسي أن صاروخ «حتف 4» الباليستي القادر على حمل رأس نووي الذي اختبرته باكستان أول من أمس «لا يهدد أوروبا، لأنه لا يستطيع بلوغها». وفي بكين، تعهد وزير الدفاع الصيني ليانغ قوانغ خلال لقائه رئيس أركان البحرية الباكستانية محمد آصف سانديلا تعزيز الاتصالات الاستراتيجية وتعميق التعاون مع القوات المسلحة الباكستانية. وقال ليانغ إن «القوات المسلحة في البلدين حققت تعاوناً وثيقاً لفترة طويلة شهدت تبادل الزيارات العالية المستوى وتعزيز التطوير التكنولوجي، وإجراء مناورات مشتركة وأعمال إغاثة وإنقاذ.