أعلن السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري تحرير مواطنين سعوديين اثنين خطفتهما «عصابة تنتمي إلى دولة عربية» لم يحددها. ونجحت «الحياة» في العثور على تفاصيل للابتزاز المالي والعنف الجسدي الذي تعرض له السعوديان في بيروت. وقال السفير عسيري أمس إن «عصابة تنتمي إلى دولة عربية اختطفت المواطنين توفيق الشقاقيق وعبدالله الشقاقيق بعد خداعهما واستدراجهما، واحتجزتهما في شقة سكنية في إحدى المناطق المتاخمة لمدينة بيروت، وقامت بتعذيبهما جسدياً لمدة ثمانية أيام وطالبت ذويهما في المملكة بمبالغ مالية كبيرة لإطلاقهما». وأضاف أنه «جرى التنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية «التي أظهرت مهارة عالية في تعقب الخاطفين، ما أدى إلى كشف الشقة التي اعتقلا فيها وتحريرهما». وأعلن «توقيف اثنين من الخاطفين، ولا يزال البحث مستمراً عن بقية أفراد العصابة». وأوضح عسيري ل«الحياة» أن السعوديين هما أبناء عم، وأنهما أدخلا بعد الإفراج عنهما مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، حيث أجريت لهما فحوص طبية، وأن توفيق خرج أمس من المستشفى بعدما تمت مداواته من كسور وجروح أصيب بها خلال خطفه، فيما لا يزال عبدالله في المستشفى يتلقى العلاج بسبب كسور في يديه. وأكد أن لا خلفيات سياسية وراء عملية الخطف، على رغم انتماء الخاطفين إلى دولة عربية (قالت مصادر أمنية إنها العراق)، وإن العملية ليست سوى ابتزاز في مقابل فدية مالية. وتوافرت ل«الحياة» من مصادر أمنية عدة تفاصيل حول عملية الخطف، وفيها أن توفيق وعبدالله وصلا إلى مطار رفيق الحريري الدولي بتاريخ 16 الجاري، وأن فتاة عراقية كانت في انتظارهما في قاعة الوصول بناء على اتصال سابق أجرته مع أحدهما، وأبلغها بموعد وصوله من المملكة. ووفق المعلومات، فإن الشخص الذي تلقى الاتصال من الفتاة، كان تعرف عليها في دمشق خلال زيارة قام بها لسورية قبل أشهر عدة، وتوجهت برفقتهما إلى شقة في دوحة الحص (جنوببيروت) ادعت أنها استأجرتها منذ فترة وأنها تقيم فيها لوحدها. وبعد وقت قصير من وصولهما مع الفتاة إلى الشقة دخل عليهم ثلاثة شبان تبين لاحقاً أنهم من الجنسية العراقية وادعوا أنهم عناصر من قوى الأمن الداخلي يريدون إخضاعهما للتحقيق لمعرفة ملابسات وظروف وجودهما في الشقة. ثم طلب أحد العراقيين - تأكد أنه يتزعم عصابة للسرقة والابتزاز وسبق له أن عمل في هذا المجال أكثر من ثلاث سنوات في سورية بمعاونة الفتاة العراقية - من أحد الشابين السعوديين أن يخلع ثيابه. ولما خلع الشاب السعودي ثيابه تحت تهديد رئيس العصابة بادر الأخير إلى التقاط صور له وهو عار مهدداً إياه بتسليمها إلى قوى الأمن الداخلي ونشرها لاحقاً بذريعة أن وجوده مع قريبه في الشقة يثير الشبهة، وأن لا حل أمامهما إلا دفع فدية مالية في مقابل الإفراج عنهما والإبقاء على ما حصل معهما طي الكتمان. وبالفعل رضخ الشابان السعوديان للابتزاز، ووافقا على دفع فدية مالية بعد أن أخضعا إلى شتى أنواع التعذيب «النفسي»، وأعطيا رئيس العصابة خمسة آلاف دولار أميركي و16 ألف ريال سعودي نقداً كانت بحوزتهما. لكن رئيس العصابة طلب منهما تأمين مزيد من المال باعتبار أن ما تم تأمينه حتى الساعة لا يكفي، واضطر الشابان إلى الرضوخ لابتزازه وتهديده إياهما بتوزيع صور أحدهما وهو عار. وبالفعل حوّل الشابان 48 ألف ريال سعودي على ثلاث دفعات من حسابهما الخاص بواسطة الإنترنت إلى حساب خاص برئيس العصابة إضافة إلى 16 ألف دولار. إلا أن رئيس العصابة طلب منهما مبالغ مالية إضافية، مستخدماً العنف معهما ومهدداً إياهما بمزيد منه، فاضطرا إلى الاتصال بصديق لهما في السعودية وطلبا منه تأمين مبلغ يتم تحويله إلى رقم حساب زودهما به رئيس العصابة. وبالفعل، تم تأمين المبلغ بعد أن شعر الصديق بأنهما محتجزان في مكان ما، وأن الخاطفين يطلبون منهما دفع فدية مالية. وتترقب عائلة المخطوفين في محافظة الأحساء عودة ابنيهما المحررين من اختطاف دام ثمانية أيام في لبنان. وتمكنت عائلة الشقاقيق أمس من التواصل مع ابنيهما توفيق وعبدالله (50و53 سنة). وتلقت الأسرة أمس اتصالاً من توفيق وعبدالله أوضحا فيه أنهما ب«صحة وسلامة»، وأنهما في مستشفى الجامعة الأميركية، لمعالجتهما من «إصابات خفيفة» تعرضا لها أثناء اختطافهما، وسيتم تحويلهما إلى مستشفى الحريري لإكمال الفحوص. الشقاقيق يعودان إلى الأحساء بعد 8 أيام العثور على سعوديَين تعرضا للخطف على يد عصابة عراقية توفيق وعبدالله يتواصلان هاتفياً مع أسرتهم