أعلنت الهند عن تجربتها صاروخ «آغني - 5» البعيد المدى القادر على حمل أسلحة ذرية. ويزيد مدى الصاروخ على خمسة آلاف كيلومتر ما يتيح له الوصول إلى الصين. وتأمل الهند، على ما يبدو، بالانضمام إلى النادي العالمي للصواريخ العابرة للقارات، على رغم أن مدى الصواريخ هذه يزيد عادة على ثمانية آلاف كيلومتر. وتقدمت الهند سريعاً في تطوير تكنولوجيا الصواريخ. وأطلقت بنجاح صاروخ «آغني - 4» البالغ مداه 3500 كيلومتر العام الماضي. ويعتبر الرأي العام الهندي، ومنذ زمن، الصين النقطة المرجعية لتطوره العسكري. ويبدو أن مسار الهند في دفع قوتها العسكرية لم يواجه عقبات كثيرة. وما زالت الهند فقيرة وتجرجر أقدامها في إقامة بنيتها التحتية، لكن مجتمعها يؤيد تأييداً عالياً تطوير القدرة النووية، ويغفل الغرب عن تجاهل الهند معاهدات السيطرة على الصواريخ. ويحتفظ الغرب بصمته على واقع أن إنفاق الهند العسكري زاد 12 في المئة عام 2012 وأنها أصبحت أكبر مستورد للأسلحة في العالم. وعلى الهند ألا تبالغ في تقدير قوتها. حتى لو امتلكت صواريخ قادرة على الوصول إلى أكثر أنحاء الصين فهذا لا يعني أنها ستفوز بشيء من خلال إبداء العنجهية في النزاعات مع بكين. ويتعين أن يكون واضحاً للهند أن قدرة الصين النووية أقوى ويعتمد عليها أكثر. وفي المستقبل المنظور، لا أمل للهند بمواجهة الصين في سباق تسلح شامل. وعليها أيضاً ألا تفرط في تقويم حلفائها الغربيين والفوائد التي يمكن أن تجنيها من المشاركة في احتواء الصين. وإذا ارتبط الأمر بصواريخ استراتيجية بعيدة المدى لردع بكين وافتعال مزيد من الأعمال العدائية، فقد تكون الهند ترتكب خطأ فادحاً. على البلدين أن يطورا علاقات صداقة ما أمكنهما ذلك. وإذا تعذر هذا الإنجاز، عليهما أن يتسامحا مع بعضهما وأن يتعلما التعايش. ويظهر وضعهما كبلدين ناشئين أن عليهما التعاون على المسرح الدولي. وسيفتقر إلى الحكمة سعي الهند والصين إلى تحقيق توازن القوة عبر تطوير الصواريخ. وستعتمد السمات الجيواستراتيجية في آسيا أكثر فأكثر على طبيعة العلاقات الصينية - الهندية. والسلام والاستقرار شديدا الأهمية للبلدين، وعليهما تحمّل مسؤولياتهما في الحفاظ على الاستقرار والسلام هذين، وأن يحذرا من التدخل الخارجي. تتفهم الصين الرغبة الهندية في اللحاق بها، وهي بصفتها الهدف الاستراتيجي الأوضح للهند، ترغب في رؤية الأخيرة كمنافس سلمي. ولأسباب تاريخية، تشعر كل من الصين والهند بالحساسية حيال الأخرى. لكن من الناحية الموضوعية، لم تخصص بكين الكثير من الوقت للاهتمام بالهند التي تركز انتباهاً شديداً عليها. وتأمل الصين بأن تبقى الهند هادئة، وفي هذا فائدة للعملاقين. * افتتاحية، عن «غلوبال تايمز» الصينية، 19/4/2012، إعداد حسام عيتاني