نيودلهي – أ ب، رويترز، أ ف ب – دخلت الهند نادي الدول المالكة لصواريخ باليستية، إذ اختبرت بنجاح صاروخاً جديداً قادراً على حمل رأس نووي، ويطاول الصين وشرق أوروبا. ووحدها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) تملك صواريخ باليستية عابرة للقارات، يتجاوز مداها 5500 كيلومتر. كما يُرجّح تطوير إسرائيل صواريخ مشابهة. وأعلنت «وكالة تطوير التقنيات العسكرية» في الهند أن الصاروخ «أغني-5» الذي يبلغ مداه 5 آلاف كيلومتر، أُطلق من قاعدة في عرض البحر قبالة ولاية أوريسا شرق البلاد. وتحمل اسم «أغني» الذي يعني «النار» باللغة السنسكريتية، مجموعة من 5 صواريخ طورتها الوكالة، في إطار برنامج اُطلق عام 1983. وقال خبراء إن الصاروخ الذي يزن 50 طناً ويبلغ ارتفاعه 17 متراً، يطاول الصين وكل آسيا، إضافة إلى دول شرق أوروبا. لكن مسؤولين هنوداً أشاروا إلى أن الصاروخ يحتاج نحو 5 اختبارات أخرى، قبل إدخاله ترسانة البلاد، عام 2014 أو 2015. وقال رئيس «وكالة تطوير التقنيات العسكرية» فيجاي ساراسوات: «أصبحت الهند، بعد إطلاق هذا الصاروخ، قوة صاروخية كبرى. وباتت الهند دولة قادرة على تطوير وإنتاج وصنع صواريخ باليستية بعيدة المدى، وأصبحنا بين الدول الست التي تملك هذه القدرة». وأضاف: «هذا حدث تاريخي يشرّف بلادنا في مجال تكنولوجيا الصواريخ. نحن قوة لا تضاهيها أي قوة أخرى، من معظم دول العالم». وشدد ناطق باسم الوكالة على أن الصاروخ «يتمتع بتأثير رادع لتجنب الحروب، ولم يُطوّر ضد بلد محدد»، مؤكداً أن البرنامج «محض دفاعي». وأشاد وزير الدفاع الهندي اي كاي أنتوني ب «هذا النجاح الكبير»، معتبراً إطلاق الصاروخ «تقدماً كبيراً في برنامج الصواريخ الهندي». كما هنّأ رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ العلماء الذين طوروا الصاروخ، معتبراً انه «يشكّل حجر زاوية آخر في إطار مساعينا لدعم أمننا واستعدادنا ولاكتشاف آفاق العلم». الصين في المقابل، قال ناطق باسم الخارجية الصينية إن بلاده «أخذت علماً بالمعلومات المتعلقة بإطلاق صاروخ هندي»، لافتاً إلى أن «الصين والهند بلدان كبيران ناشئان، ولسنا خصمين بل شريكين». لكن صحيفة «غلوبال تايمز» التابعة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، كتبت في افتتاحية: «يجب أن يكون واضحاً بالنسبة إلى الهند، أن القوة النووية الصينية أكثر قوة وموثوقية. وبالنسبة إلى المستقبل القريب، لا فرصة أمام الهند في سباق تسلح شامل مع الصين». كما حذرت نيودلهي من العمل مع عواصم غربية لمحاولة احتواء بكين، قائلة في إشارة إلى الهند: «إذا اعتبرت أن صواريخ استراتيجية بعيدة المدى، توازن قوة الردع للصين، وتثير مزيداً من العداء، يمكن أن تكون مخطئة في شكل خطر». وأسفت الصحيفة لأن «الغرب يختار غض النظر عن تجاهل الهند المعاهدات النووية والصاروخية». ولم توقّع الهند معاهدة حظر الانتشار النووي، وكانت خسرت حرباً حدودية محدودة في منطقة الهيمالايا مع الصين عام 1962.