بكين - أ ف ب - اجتمع أرباب الصناعة في معرض بكين للسيارات للكشف عن نماذج تعمل بالطاقة النظيفة، لكن يبدو أنهم لن ينجحوا بسهولة في إقناع الزبائن بالعدول عن سيارات الدفع الرباعي التي تستهلك كميات هائلة من الطاقة. فعلى رغم النماذج الكهربائية أو الهجينة الكثيرة التي يبرزها المعرض في العاصمة الصينية، إلا أن سوق السيارات الأولى في العالم تحتاج إلى وقت طويل قبل أن تتجه فعلاً وبجدّية إلى السيارات العاملة بالطاقات الجديدة. وكشف عدد من المصنّعين، مثل «تويوتا» و«بي إم دبليو» و «هوندا»، والمصنع الصيني «بي واي دي» الذي استثمر فيه البليونير الأميركي وارن بافت، نماذج كهربائية وهجينة من أصل 88 نموذجاً متنوعاً في المعرض. ويقول المحلل الاقتصادي نامريتا شو، إن «المصنعين الدوليين يحاولون إرضاء الحكومة بإحضارهم سيارات كهربائية، لكن معظمهم لا يتوقع حجم مبيعات كبيراً». وبهدف الحد من اعتمادها على واردات النفط، وعدت الصين باستثمار أكثر من 14 بليون دولار، بحلول نهاية العقد الحالي، في بنًى تحتية مخصصة لخمسة ملايين سيارة تعمل بالطاقات الجديدة. كما أُطلقت برامج تجريبية لتشجيع المواطنين على استخدام السيارة الكهربائية في بعض المدن. وفي شنتشن، على الحدود مع هونغ كونغ، تدعم السلطات شراء السيارات الكهربائية بنسبة 50 في المئة كحد أقصى، وقدمت الحكومة 54 بليون دولار في غضون عشر سنوات لتطوير بطاريات للسيارات الكهربائية. وعلى رغم هذه الجهود كلها، ما زالت المبيعات مخيبة للآمال. علماً أن مبيعات السيارات في الصين بلغت السنة الماضية 18,5 مليون سيارة. حتى أن شركة «فولسفاغن»، التي أعلنت مشروعاً لطرح سيارة كهربائية في الأسواق السنة المقبلة، أقرّت بأن سوق السيارات النظيفة لن تنطلق فعلاً قبل عام 2018. ويأمل هذا المصنّع الألماني في بيع 10 آلاف سيارة كهربائية، قبل هذا التاريخ، مع العلم أنه باع 2,6 مليون سيارة السنة الماضية في الصين. ويقول المحلل أكسل كريجر: «يظهر المصنّعون حسن نياتهم، لكن، تجارياً، ليس من مصلحتهم نقل تكنولوجيات وإنتاج سيارات بكميات ضخمة إذا لم يكونوا بارزين في السوق». أما المحلل يان لاكروا فيعتبر أن «سعر السيارة الكهربائية ما زال مرتفعاً، والتكنولوجيا لا تسمح بمنافسة سيارة تقليدية». ويقول جان فيليب ميلوريو، المسؤول عن السيارات العاملة بمصادر الطاقة الجديدة في شركة «بي أس أيه بيجو سيتروين» في شنغهاي، إن «المصنعين يواجهون عوائق تكنولوجية وأخرى تتعلق بالبنى التحتية». ويتوقع المحللون أن تنطلق سوق السيارات النظيفة بحلول عام 2020، عندما يصبح سعر السيارات الكهربائية موازياً لسعر السيارات التقليدية.