«النانوتكنولوجيا ومواد التشييد والبناء»، هو عنوان ورشة عمل نظّمها «المركز المصري لبحوث الإسكان» في القاهرة أخيراً، ناقش فيها خبراء في الهندسة المعمارية وتكنولوجيا النانو Nanotechnology إمكان استخدام التطبيقات المختلفة للنانو في إنجاز ما يُسمّى ب»العمارة الخضراء» Green Architecture. وال «نانو» هي التكنولوجيا الأقدر على تحقيق مفهوم «العمارة الخضراء»، بحسب تعبير الدكتور محمد خضر، رئيس وحدة النانو في «معهد العلوم المتقدّمة» في جامعة بني سويف في صعيد مصر. وقال ان المعهد «بصدد إنتاج مواد نانومترية تستطيع أن تنظّف نفسها بنفسها، فتُخلّص جدران المباني من الأتربة والعوالق الهوائية». وبيّن أن المعهد الذي أنشئ عام 2004، «يبحث إمكان إضافة مادة ال»غرافين» إلى الإسمنت لتقويته بمقدار الضعفين»، مُلاحِظاً أن هذه المنتجات تفتقد التسويق الملائم. وبرّر خضر هذا الأمر ب «فقدان التواصل بين الباحثين من جهة، وشركات التجارة والصناعة من الجهة الاخرى». وكشف خضر عن إنجازات تشمل بناء أول معمل متخصّص في تكنولوجيا النانو يصنع موادً يمكنها التخلص من ملوثات خطرة، وابتكار مواد نانومترية تقدر على تكسير مخلّفات مصانع صبغات الملابس التي تحتوي مواد مسرطنة (بعضها يلقى في نهر النيل، وتصعب إزالته)، وصنع مواد مُشابهة تستطيع إزالة العناصر الثقيلة الملوّثة للمياه، مثل النيكل والكروم والرصاص، التي تتسبّب في تسمّم الثروة السمكية وتناقصها. وفي ما يتعلق بالملوثات الهوائية، أوضح خضر أن المعهد صنع مواد نانومترية منخفضة الكلفة، يمكن وضعها في عادم السيّارة كي تُخلّص الغاز المنبعث عبره، من أوكسيد الرصاص الذي يسبّب تدمير خلايا المخ. عازل حراري وأشار الدكتور أحمد حسين الباحث في «المركز القومي المصري لبحوث الإسكان» من جانبه، إلى تطبيق آخر لتكنولوجيا النانو في عمليات البناء، يتمثّل في عازل حراري يساهم في تقليل استهلاك الكهرباء عبر إبعاد الحرارة الخارجية عن المبنى، ما يجعله شبيهاً بأجهزة التكييف، كما أنه يغني عن أدوات تبريد الجو الكهربائية. ولا يحتاج العزل الحراري سوى طلاء جدران المبنى بدهان يحتوي مواد نانوية، ما يؤدي لتكوّن طبقات رقيقة تستطيع حماية المبنى من الحرارة الخارجية. ويعمل «المركز القومي المصري لبحوث الإسكان» على توطين تكنولوجيا النانو وتطبيقاتها في عمليات البناء المصرية، بحسب قول الدكتور خالد الذهبي، رئيس المركز. وأشار الذهبي إلى تجربة أجرتها «أكاديمية البحث العلمي» تضمّنت طلاء زجاج المبنى باستخدام مواد نانومترية، بهدف قياس مدى توفير هذه المواد للطاقة المستهلكة داخل المبنى. وكذلك عرض بحوثاً للمركز نفسه عن استخدام تقنيات النانو وموادها في معالجة الشروخ في المباني.