باريس - أ ف ب، رويترز - قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه إن بلاده تعكف على صياغة مسودة قرار جديد في مجلس الأمن الدولي يهدف إلى السماح بنشر قوة مراقبة أكبر حجماً في سورية يصل قوامها إلى 500 مراقب فضلاً عن طائرات هليكوبتر. ويفترض أن يتبنى مجلس الأمن الدولي اقتراحاً بإرسال قوة مراقبة أكبر في إطار خطة من ست نقاط وضعتها الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية للتحول السياسي في سورية. وقال جوبيه لتلفزيون «بي أف أم» إن «هذه فرصتنا الأخيرة لتفادي حرب أهلية... لدينا هذا الاتفاق (الذي أبرمه كوفي أنان) مع كل شركائنا وبالتالي علينا أن نعطيه فرصة لبضعة أيام أخرى. يجب أن نعطي مهمة أنان كل فرصة للنجاح بما في ذلك توفير قوة مراقبة قوامها 500 فرد». تأتي تصريحات جوبيه في الوقت الذي قال المتحدث باسم أنان مبعوث الجامعة العربية والأممالمتحدة إلى سورية إن الفريق الطليعي بالكامل المكون من 30 من مراقبي وقف إطلاق النار سينشر في سورية في الأسبوع المقبل وإن الترتيبات جارية لإرسال ما يصل إلى 300 مراقب أعزل إلى هناك. وقال جوبيه: «إذا لم تنجح (البعثة) خلال بضعة أيام أو أسابيع سننتقل إلى المرحلة التالية وقرار جديد يتضمن عقوبات وتدخلاً كما أشارت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون». وقالت كلينتون إن قراراً يقترح عقوبات سيقابل باستخدام حق النقض (الفيتو) في الوقت الحالي لكن على القوى العالمية أن تضغط من أجل استصدار قرار بعقوبات يقوم على الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة ويشمل عقوبات على السفر وعقوبات مالية وحظراً على التسلح وتدخلاً عسكرياً في نهاية المطاف. وقال جوبيه إن فريق مراقبي الأممالمتحدة يجب أن يملك الوسائل للعمل على «احترام حرية التظاهر»، مؤكداً أن باريس تعتبر أن وقف إطلاق النار لم يحترم. وأضاف: «يجب نشر مراقبين على الأرض لكن يجب أن يملك هؤلاء المراقبون الوسائل من تجهيزات ومروحيات للعمل على احترام حرية التظاهر. هذا أمر بالغ الأهمية. واليوم الذي تضمن فيه هذه الحرية فعلياً لن يستطيع النظام الصمود». وتعليقا على تأكيد روسيا أمس أن وقف إطلاق النار ينفذ «عموماً» في سورية على رغم وجود «انتهاكات واستفزازات» قال الوزير الفرنسي: «هذا ليس التحليل الذي أجريناه بالأمس» خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الغربية والعربية ال15 في مجموعة أصدقاء سورية في باريس. ورداً على مشروع القرار الذي يشمل نشر قوة المراقبة والذي يبحث حالياً في نيويورك بناء على طلب من باريس اعتبر الوزير الفرنسي أن روسيا يمكن أن تصوت عليه. وقال: «أعتقد أنها ستفعل»، مضيفاً أن «الروس كانوا دائماً من أنصار نشر قوة مراقبة» و «الموقف الروسي يتغير شيئاً فشيئاً». إلا أن كلينتون قالت اثر لقاء في بروكسيل مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف إنها لم تلحظ أي تطور في الموقف الروسي. وشدد جوبيه على أن خطة أنان لا تنص على «وقف إطلاق نار فقط إنها تقضي أيضاً بسحب القوات إلى الثكنات وحرية التظاهر والأهم إطلاق عملية سياسية تتيح التوصل إلى انتخابات حرة، لن نجمد الوضع على حساب المعارضة السورية بالتأكيد». وأشار ضمناً إلى تغيير للقادة السوريين في وقت لاحق. ورداً على سؤال عما إذا كانت خطة أنان يمكن أن تكون فخاً يتيح للنظام السوري كسب الوقت والنجاة بنفسه قال جوبيه إن خطة أنان «هي الفرصة الأخيرة قبل الحرب الأهلية. لا يحق لنا عدم انتهازها (...) يجب أن نترك لها الفرصة لبضعة أيام أخرى». واستبعد جوبيه احتمال تعرض مراقبي الأممالمتحدة لوضع محرج كما حدث في يوغوسلافيا السابقة في تسعينات القرن الماضي وقال: «إذا أمضينا الوقت في الخوف من كل شيء فإننا لن نفعل شيئاً على الإطلاق».