أكدت الهيئة العامة للسياحة والآثار، أنها تعتمد في دراساتها ومسوحاتها السياحية التي يجريها مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع لها وفق أسس علمية دقيقة، ومن خلال فرق متخصصة في الإحصاء، ويشرف عليه مجموعة استشارية تضم ممثلين على مستوى (وكلاء وزارات) من الجهات المعنية، مثل وزارة الداخلية (مركز المعلومات الوطني)، ووزارة الاقتصاد والتخطيط (مصلحة الإحصاءات العامة)، ومؤسسة النقد العربي السعودي، إضافة إلى ممثلين عن القطاع الخاص. ورفض المدير العام للمركز الإعلامي للهيئة ماجد بن علي الشدي، في تصريح إلى «الحياة»، تشكيك مختصين في السياحة في الأرقام التي يعلنها مركز «ماس» بشأن أعداد السياح المغادرين والقادمين للمملكة خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني الماضي، خصوصاً رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة، وتساءلة عن الجهة التي استندت إليها الهيئة في أرقامها. وكان الطيار قال ل«الحياة» إن «مركز معلومات الهيئة يقول إن السعوديين الذين زاروا دبي في العام 2011 لا يزيد على مليون سائح سعودي، بينما تقول السفارة السعودية هناك إنهم تجاوزوا 10 ملايين»، وتساءل عن الجهة التي استندت إليها الهيئة في أرقامها، وطالب بضرورة استقاء مثل هذه المعلومات من مصادرها، والتي تشمل مركز المعلومات الوطني وإدارة الجوازات. وقال الشدي، إنه فيما يتعلق بمطالبة الطيار بضرورة استقاء معلومات أعداد السعوديين المسافرين للخارج من مصدرها في مركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية، فإن مركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية عضو في المجموعة الاستشارية لمركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس)، وهناك تعاون كبير ومستمر بينهما، وأرقام الإحصاء الصادر من «ماس» هي في الأصل مستقاة من مركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية. وشدد على أن «إحصاءات الحركة السياحية في المملكة يتم جمعها من خلال المسوحات الشهرية لجميع المنافذ الحدودية في المملكة من خلال التعاون الكبير بين الهيئة ومركز المعلومات الوطني التابع لوزارة الداخلية الذي يزود الهيئة بالبيانات الشهرية للمسافرين المغادرين والقادمين من وإلى المملكة، ما يؤكد أن مركز المعلومات الوطني هو المصدر الرسمي الذي تعتمد عليه الهيئة في إحصاءاتها المرتبطة بأعداد السياح المغادرين أو القادمين عبر المنافذ الحدودية». وأضاف الشدي: «أشار الدكتور الطيار إلى أن عدد السعوديين الذي زاروا دبي خلال العام 2011 تجاوز 10 ملايين، ونؤكد هنا أن هذه المعلومة مبالغ فيها إلى درجة كبيرة، إذ تشير الإحصاءات الرسمية التي تلقتها الهيئة من دائرة السياحة في حكومة دبي والمبنية على عدد السعوديين الذين سكنوا الفنادق والشقق المفروشة في دبي خلال العام الماضي إلى أن عدد السعوديين بلغ أكثر من 873 ألف خلال كامل العام». وأشار إلى أن أعداد السعوديين المسافرين للخارج في إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني أو غيرها من الإجازات أعداد كبيرة، وقد أكد ذلك رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وأن «هجرة المواطنين السعوديين الموسمية ستستمر باتجاه الدول التي استثمرت في تطوير السياحة لجذب السائح وتوفير أرقى الخدمات وبالأسعار التي تناسب جميع الفئات والأسر ما لم يتم توفير الدعم الحكومي للاستثمارات الأساسية والمشاريع المميزة، وتنفيذ البنية التحتية التي لا يمكن أن يقوم بها إلا الدولة والتي يعول عليها كثيراً في توجيه بوصلة المستثمرين نحو القطاع السياحي».