أكّدت السفارة التركية في الولاياتالمتحدة الثلثاء، أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان "يسعده" إعادة جائزة منحته إياها هيئة أميركية يهودية، وسط جدل متفاقم حول تصريحاته التي هاجم فيها إسرائيل. وكان المؤتمر اليهودي الأميركي منح رئيس الحكومة التركية الإسلامية المحافظة جائزة الشجاعة في 2004 مكافأة على مساعيه من أجل السلام في الشرق الأوسط، عندما كانت العلاقات بين تركيا وإسرائيل جيدة. لكنه طالبه مؤخراً بإعادة الجائزة بعد تصريحات عدة أدلى بها ضد إسرائيل على خلفية حرب غزة. واتهم أردوغان الدولة العبرية ب"إرهاب الدولة" وب"إبادة" ضد الفلسطينيين على أثر العملية العسكرية الواسعة التي بدأت في الثامن من تموز (يوليو) ضد غزة وأودت بحياة أكثر من 1100 فلسطيني في غالبيتهم الكبرى من المدنيين، وكذلك مقتل أكثر من 50 جندياً إسرائيلياً. وكتب السفير التركي سردار كيليتش لرئيس المؤتمر جاك روزن يقول "بالنظر الى موقف القيادة الحالية للمؤتمر اليهودي الأميركي بشأن الهجمات التي تستهدف مدنيين أبرياء في غزة، سيسعدنا أن نعيد إليكم الجائزة التي منحت في 2004". والرسالة التي تلقت "وكالة فرانس برس" نسخة منها، تندد "بالهجمات غير الإنسانية" إضافة الى "السياسات الحالية الفظيعة وسياسة الإحتلال" لإسرائيل التي تستهدف قطاع غزة الذي تسيطر عليها "حركة حماس". وأضاف أن "المحاولات لتصوير إنتقادات رئيس الوزراء أردوغان المشروعة لهجمات الحكومة الإسرائيلية على المدنيين على أنها تعبير عن معاداة السامية هي تشويه جلي". وأكد أن إعادة الجائزة لن يحول دون عمل أردوغان من أجل حل للأزمة الإسرائيلية الفلسطينية وحماية الطائفة اليهودية التركية. وكان روزن إعتبر أردوغان "أكثر قادة العالم حدّة تجاه إسرائيل على الأرجح". ولم يكن واضحاً كيف ومتى ستجري إعادة الجائزة. ولطالما صور أردوغان نفسه كمدافع كبير عن القضية الفلسطينية معتبراً في إطار الأزمة الحالية أنه الزعيم الإسلامي الوحيد الذي يدافع عن حقوق الفلسطينيين. وتدهورت العلاقات التركية الإسرائيلية مع عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة وتوقيف وتفتيش سفينة تركية قبالة سواحل قطاع غزة في 2010 قضى بنتيجتها عشرة ناشطين أتراك والهجوم الأخير للجيش الإسرائيلي ضد "حماس" التي تحظى بدعم الحكومة في أنقرة.