احتفل فريق سانتوس، النادي العريق لأسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه السبت بالذكرى المئوية لتأسيسه. واذا كان سانتوس، الفريق الوحيد في عالم كرة القدم الذي نجح في ايقاف حربين، يتغنى بماضيه المجيد سنوات الستينيات والسبعينيات، فإنه وجد طريقه إلى مستقبل أكثر إشراقاً بفضل نجمه الواعد نيمار. تأسس النادي في 14 نيسان (أبريل) 1912 من خلال فريق متواضع بأحد أحياء ميناء ولاية ساو باولو، لكنه حظي بسمعة عالمية سنوات الستينيات والسبعينيات بفضل إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو الملقب ب"بيليه". ولخّص الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على موقعه الإلكتروني هذا المجد ب"في تاريخ كرة القدم، نادراً ما يرتبط إسم النادي واللاعب في شكل وثيق الصلة. لمدة 20 عاماً، أبهر سانتوس وبيليه العالم". ولعب بيليه البالغ من العمر حالياً 71 سنة، مع سانتوس 18 عاماً وتحديداً بين عامي 1956 و1974، وكانت دون شك أزهى فترات مسيرته الكروية حيث توّج خلالها بأغلب ألقابه المحلية والدولية فأحرز معه عامي 1962 و1963 كأس ليبرتادوريس للأندية الأميركية الجنوبية، والكأس القارية للأندية مرة واحدة إلى جانب نجوم آخرين أمثال زيتو وباغاو وبيبي (ثاني أفضل هداف بعد بيليه) وكوتينيو، وأحرز خلال هذه الفترة مع منتخب بلاده كأس العالم 3 مرات أعوام 1958 و1962 و1970. ثم إنتقل لفترة ثلاث سنوات إلى نيويورك كوزموس بعد أن إعتزل اللعب دولياً للمساهمة في إطلاق كرة القدم في الولاياتالمتحدة. وأكمل زي كارلوس، والقائد السابق للمنتخب البرازيلي كارلوس البرتو، وتونينيو وايدو وآخرون الفترة الذهبية للنادي وألهبوا حماسة ستاد "فيلا بلميرو" الخاص بالفريق. لكن النادي دخل أيضاً كتب التاريخ لكونه النادي الوحيد الذي نجح في ايقاف حربين عام 1969 عندما كان يقوم بجولة في القارة الأفريقية. ويقول مؤرخ النادي غييرمو ناسيمينتو "في أقل من 10 أيام، نجح النادي في إيقاف النزاع بين جمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وحرب بيافرا في نيجيريا. لم يكن مهما بالنسبة إلى هذه الدول مواصلة القتال وسانتوس موجود هناك". وقال بيليه مازحاً خلال تكريم في البرلمان وتقديم كتاب بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس النادي: "إن المكان الوحيد الذي لم يذهب اليه سانتوس، هو القمر". ويدين سانتوس بإسمه الى مدينة ساحلية من 500 ألف نسمة على ساحل المحيط الأطلسي تبعد 70 كلم من ساو باولو. وبحسب المسؤولين عن النادي الملقب ب"السمكة" لقربه من المحيط، فإن عدد أنصاره يبلغ 13 مليوناً، اي أكثر من عدد سكان البرتغال أو اليونان!. وكان سانتوس أول ناد في العالم يتخطّى حاجز 10 آلاف هدف وذلك في 20 كانون الثاني (يناير) 1988، كما سجل رقماً قياسياً خيالياً: 11793 هدفا في 100 سنة. واختير نادي القرن في أميركا من قبل الفيفا. وفاز سانتوس، الذي يحتل المركز العاشر هذا الموسم، بالدوري المحلي 8 مرات (رقم قياسي أيضاً) و7 كؤوس دولية، بينها 3 كؤوس ليبرتادوريس والكأس القارية "انتركونتيننتال" (مرتان). وشهد سانتوس بزوغ جيل جديد من النجوم الواعدة التي لقبت ب"براعم فيلا بلميرو" مع روبينيو وإيلانو وليو باستوس في الألفية الجديدة. اليوم، بزغ نجم نيمار وباولو هنريكي غانسو اللذين يجسدان "اللعب البرازيلي الجميل". لفت نيمار (20 سنة) بسرعة إنتباه الأندية الأوروبية الكبرى. سرعته وفنياته تصنفانه بين أعظم عباقرة كرة القدم حالياً، على غرار الأرجنتيني ليونيل ميسي المتوّج بالكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم في الأعوام الثلاثة الأخيرة، والذي من المرجح أن يلحق به إلى برشلونة الإسباني، أو نجم ريال مدريد الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو. في البرازيل، يعتبر الاحتفال بالذكرى المئوية للنادي حدثاً كبيراً، تمت الاشادة به من خلال كتاب وفيلم وثائقي ("سانتوس: 100 سنة من فن كرة القدم")، إضافة الى مهرجانات موسيقية ورحلات بحرية وحفلات عشاء وأعمال مسرحية وسينمائية والمعارض.