جاءت بداية الموسم الرياضي الحالي هادئة بالنسبة لنادي الأهلي، فلم تجد انتداباته ذلك الضجيج الذي عاشته أندية أخرى دفعت الملايين ونافست أندية أوروبية أو محلية، ولم تخرج إدارته بوعود جماهيرية ضخمة، إذ اقتصرت الأحاديث على آمال بصناعة فريق جديد قادر على المنافسة في المواسم المقبلة. فأبقى النادي الغربي على محترفيه العماني عماد الحوسني والبرازيلي فيكتور سيموس وتعاقد مع البرازيلي الآخر كماتشو الذي تخلى عنه الشباب نهاية الموسم الماضي، إضافة إلى لاعب محور الارتكاز بالمينو، هذه الأسماء لم تثر الرعب في نفوس المنافسين، خصوصاً أن السباق على التعاقد معها جاء بسيطاً وبعيداً عن الصخب، لكن وما ان انطلقت المنافسات حتى أثبت الرباعي الأجنبي في الأهلي قدرته على صناعة الفارق الحقيقي داخل الملعب، فالمحترفون الثلاثة الأوائل نجحوا في تسجيل 42 هدفاً لفريقهم، من أصل 59 هي حصيلته في الدوري، ما يعني أن الثلاثي وحده سجل أكثر من ضعفي ما سجله جميع اللاعبين المحليين في الفريق. البحث عن سر تفوق الأسماء الخضراء هو العملية التي لا تقود إلا إلى نتيجة واحدة تحمل اسم المدرب التشيخي كارل غاروليم ابن ال 55 عاماً، فالقائد الفني رفض أن يطول غياب بصمته الفنية، فأصبح الفريق أكثر قدرة على الهجوم وأكثر توازناً في الدفاع، إضافة إلى قدرته التامة على العودة بالنتيجة أياً كانت، ليرتدي الفريق شخصية البطل الواثق دائماً بقدرته على الفوز. فعلى رغم الهزيمة القاسية التي تعرض لها الأهلي في الدور الأول أمام الهلال برباعية نظيفة وتراجعه في الترتيب، إلا أنه عاد مرة أخرى للصدارة قبل أن يخسرها وبفارق نقطتين لمصلحة منافسه الوحيد هذا الموسم الشباب. الخزانة التي ضمت في جعبتها كل البطولات ما زالت ومنذ أكثر من 27 عاماً تنتظر بشوق درع الدوري، النقاد والمتابعون أجمعوا على أن الأسماء التي تمثل الفريق هذا الموسم أعادت الذاكرة إلى الجيل الذهبي للفريق، لذا يرى الأهلاويون أن فرصة خطف اللقب التي تتوافر الليلة قد تغيب أعوام طويلة إن فشل فريقهم في استغلالها، لذلك تراهن الجماهير على هجومها الضارب في القدرة على حرمان الشباب من ورقة الفرصتين اللتين يدخل اللقاء متسلحاً بهما.