انتقل المهاجم الفرنسي الواعد أنطوان غريزمان (23 عاماً) إلى صفوف بطل الليغا أتلتيكو مدريد، قادماً من ريال سوسيداد، بحسب ما أعلنه الناديان، ليخطو خطوة كبيرة في مسيرته التي كانت مليئة بالإصرار والاجتهاد والصدف. بداية غريزمان مع عالم الكرة لم تكن جيدة، إذ إن اللاعب المولود في بلدية ماكون الفرنسية، رٌفض من قبل معشوقه الأول أوليمبيك ليون بسبب صغر بنيانه الجسدي. وتكرر نفس الأمر مع اللاعب مع عدة أندية فرنسية، إلا أن غريزمان منذ الصغر كان يعرف كيف يستغل الفرص التي تتاح له، إذ واصل لعب الكرة حتى التقطته أعين الكشاف إريك أولهاتس أثناء إحدى بطولات الأطفال حينما كان عمره 13 عاماً لينضم إلى ريال سوسيداد الإسباني. ريال سوسيداد هو نادي مدينة سان سباستيان الباسكية، وكان غريزمان على موعد مع صدفة جديدة شكلت فارقاً في مسيرته وجاءت في صيف 2009 في ظل وجود ريال سوسيداد بدوري الدرجة الثانية تحت قيادة الأوروغواياني مارتين لاسارتي، وطلب الأخير انضمام لاعب أعسر من قطاع الناشئين لفترة الإعداد للموسم الجديد. الصدفة لم تكن في اختياره بل في عدم حدوث هذا الأمر، إذ كانت الفرصة من نصيب ناشئ يدعى بنغين اردوزيا، ولكن الأخير تعرض للإصابة، فما كان من المدرب إلا أن اختار اللاعب الفرنسي بالصدفة ليحل محله. شاهد غريزمان باب الفرصة شبه مفتوح أمامه وعمره 18 عاماً، لذا لم يفكر في مجرد العبور منه فقط ولكنه برز، وسجل خمسة أهداف في فترة الإعداد لتعرف الجماهير اسمه ويدخل في أجندة لاسارتي الذي قرر الاعتماد عليه طوال الموسم. لعب المهاجم الفرنسي حينها 40 مباراة سجل خلالها ستة أهداف ليفوز ريال سوسييداد بلقب دوري الدرجة الثانية الإسباني ويعود للأضواء. بداية من هذه اللحظة أصبح عنصراً أساسيا في الفريق وتحسنت أرقامه، إذ سجل على سبيل المثال 20 هدفاً الموسم الماضي، الذي شهد مشاركته في مونديال البرازيل 2014 مع منتخب بلاده أيضاً عن طريق الصدفة بعد إصابة نجم بايرن ميونخ الألماني فرانك ريبيري. ويعد غريزمان من اللاعبين أصحاب المهارات الهجومية المتنوعة، إذ يستطيع اللعب كجناح وصانع ألعاب ورأس حربة صريح، فضلاً عن تميزه بالسرعة والذكاء والقدرة على استغلال الأخطاء، والتميز في الألعاب الهوائية بل والمشاركة في المهام الدفاعية. كل هذه العوامل جعلت رحيله عن ريال سوسيداد أمراً محتوماً حتى تم الإعلان عن صفقة انتقاله إلى أتلتيكو مدريد بطل الدوري الإسباني اليوم، ليبدأ مرحلة جديدة في رحلته نحو المجد.