أكدت مسؤولة في وزارة التربية والتعليم، عزم الوزارة تفعيل الإرشاد المدرسي، عبر إدراج وظيفة «مرشدة» ضمن التشكيلات المدرسية، وبأعداد نموذجية، وتخصيص مرشدة لكل 250 طالبة، وإلحاقها في جائزة الوزارة للتميز. واعتبرت المدير العام للتوجيه والإرشاد في الوزارة فوزية محمد البلاع، هذه الخطوة «ريادية وفاعلة». لكنها أقرت بأن «بعض الأوساط المدرسية لا تشجع على ممارسة الإرشاد». وقالت: إن بعض المرشدات يعملن في وسط مدرسي لا يوفر للمعلمات والإداريات والطالبات قناعة بأهمية الإرشاد». وقالت البلاع، خلال مشاركتها أمس، في «اللقاء الإرشادي الخامس لقيادات التوجيه والإرشاد في المملكة»، الذي انعقد في الدمام: «إن الإرشاد المدرسي بتخصصاته المختلفة، له دور متميز في إبراز الإمكانات البشرية، وتنمية طاقات الطالبات، واستثمارها، باعتبارها مصدراً للتنمية»، مضيفة أن «توفير الرعاية التربوية الشاملة يحقق للطالبات النمو النفسي والاجتماعي السليم، ويساعدهن في بناء منظومة قيمية تجسد هويتهن الإسلامية، وتتوافق مع متطلبات الحياة المتغيرة». وأشارت إلى دراسة تقويمية حديثة للإرشاد المدرسي في العالم العربي في وجه عام، وبخاصة الخليج العربي، أوضحت أن «من أهم مظاهر الخلل؛ ضعف العلاقات والممارسات الإرشادية». وحمل اللقاء، الذي افتتحه المدير العام للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية الدكتور عبد الرحمن المديرس، عنوان «رؤية تكاملية للأدوار في منظومة العمل الإرشادي»، تحت شعار «الإرشاد من أجل علاقة بناءة». وأكد المديرس في كلمته، على أهمية دور التوجيه والإرشاد في المدارس. ودعا إلى «توظيفه فيما يسهم في بناء وتعميق الفكر والقيم الفاضلة لدى الطالبات، وفْق أعلى معايير الجودة». وقال: «إن هذا اللقاء يأتي لتبادل الخبرات، وطرح التجارب المميزة، واستعراض أوراق العمل». وقدمت مديرة إدارة التوجيه والإرشاد في القصيم الدكتورة زينب الرقيبة، والمشرفة التربوية منى المهوس، ورقة عمل عن الطرق الإبداعية التطبيقية لرفع كفاءة منسوبات التوجيه والإرشاد، بعنوان «كفاءةٌ وإبداع في إدارة العمل الإرشادي». وأوصتا بضرورة «التخصص في أقسام العمل الإداري، وتقسيم العمل الإرشادي، لرفع الكفاءة وزيادة الخبرات». ودعتا إلى الإفادة من المشرفات ذوات الخبرة. كما دعتا إلى «تقسيم العمل الإرشادي، أسوة في توجيه وإرشاد الطلاب». واستعرضتا تجربة القصيم في التواصل مع المحافظات والمناطق النائية. فيما تداخلت الحاضرات حول التخصصية، وهيكلة وتوزيع الأعمال. وأقيمت ورشة عمل بعنوان «استراتيجيات وفنيات تكامل الأدوار الإرشادية»، قدمتها مديرة وحدة التخطيط الإرشادي ليلى المترك، ومديرة وحدة الخدمات الإرشادية آمال القرعاوي، لمناقشة تحقيق التكامل بين أدوار وعناصر منظومة العمل الإرشادي داخل المدرسة. وتضمنت هذه الورشة جلسات تطرقت إلى أن «العملية الإرشادية مسؤولية جماعية، منظمة ومتداخلة ومتكاملة». واستعرضت الورقة الهدف من التكامل بين عناصر المنظومة ومبرراته ومستوياته. كما استعرضت دور مشرفة التوجيه والإرشاد مع إدارة المدرسة ومرشدة الطالبات. وتضمنت الجلسة الثانية، حاجة مرشدة الطالبات للمساعدة الفنية والمادية من عناصر متعددة داخل المدرسة، تحقيقاً للتكامل الإرشادي. وناقشت الورشة دور المرشدة الطلابية مع الطالبة ومديرة المدرسة والمعلمة. ودعت إلى «توثيق العلاقات مع الطالبات، لغرس الثقة وتوجيههن إلى المشاركة في الفعاليات التربوية في المدرسة، لتعزيز الجانب السلوكي». وناقشت الجلسة الثالثة، العمليات التربوية وحاجاتها الثلاث إلى مدخلات وعمليات ومخرجات. وطرحت المشاركات أبرز العقبات التي تعترضهن، مثل «عدم تفعيل لجنة التوجيه والإرشاد، وعدم وجود آلية واضحة في التعامل مع قضايا الطالبات». وعلقت البلاع، على العقبات، مؤكدة ضرورة «تدوين المشرفة التربوية لمهام المرشدة التربوية في سجل الزيارات، وأن تفعل دورها في زيارتها للمدارس وتعدل الميزان». كما دعت إلى «احتواء مشكلات الطالبات المتعلقة في الاختبارات والقبول، باعتبار أن إدارة التوجيه والإرشاد هي الحضن الرحيم للطالبات». وتناولت لائحة تقويم الطالب والسبب في ترك الترفيع، لأنها «مهمة صعبة في جوانب معينة». وأثنت على عبارة قالتها إحدى المرشدات: «لا بد من المقاتلة لخدمة الطالبة». واختُتم اللقاء بورقة عمل قدمتها مرشدة الطالبات صباح الرويلي، من الجوف، بعنوان «المشاركة المجتمعية»، استعرضت فيها برامج ودراسات ومشروعات ساهم المجتمع في نجاحها. وأكدت على ضرورة «استغلال حصص الفراغ للطالبات، ببرامج مهنية هادفة، واستخدام الموارد المتاحة في المدرسة لتنفيذ الشراكة المجتمعية».