«الحياة على الأرض ليست في معزل عن الكون. هناك عوامل كونية مختلفة تتضافر حتى تصبح الأرض قابلة للحياة». بهذه الكلمات، بدأ الدكتور علاء إبراهيم، أستاذ علوم الفلك والفيزياء في الجامعة الأميركية في القاهرة، حديثه عن الظاهرة العلمية التي يرصدها علماء الفلك في مصر حاضراً. وتتمثّل هذه الظاهرة في ظهور خمسة كواكب سيّارة من المجموعة الشمسية في سماء مصر ليلاً، حتى نهاية نيسان (إبريل) الجاري. ومن المستطاع رؤية هذه الكواكب الخمسة (عُطارِد، الزهرة، المشتري، المريخ وزُحَلْ) بالعين المجردة بعد غروب الشمس يومياً. إذ يظهر عُطارِد والزهرة والمشتري جهة الغرب، والمريخ في الشرق. ويأخذ كوكب زُحَلْ في الارتفاع ناحية الجنوب مع هبوط الليل، ثم يصل إلى جهة الشرق مع حلول الفجر. فرصة ذهبية في هذا السياق، ترصد الجامعة الأميركية في القاهرة هذه الظاهرة وتتيح للجمهور فرصة مشاهدتها، ما يصفه إبراهيم بأنه فرصة ذهبية لنشر الوعي والثقافة العلمية لدى الجمهور غير المتخصص، كما تساهم في زيادة شغف المواطن بالعلوم التي هي من أبجديات القرن ال 21. وتستغل مجموعة من مُدرّسي علم الفلك هذه الظاهرة لتقديم معلومات مبسّطة عن علم الفلك للجمهور، من بينها شرح الفارق بين الكوكب السيّار والنجم. كما يبيّنون أن هذه الكواكب السيّارة الخمسة، هي أول ما اكتشفه الإنسان بالعين المجردة. وأوضح إبراهيم أن تجمّع هذه الكواكب يتكرر كل عشرة أعوام، ما يعطي جهات علمية مثل «الوكالة الأميركية للطيران والفضاء» («ناسا») فرصة إضافية لتحري إمكان وجود فرص للحياة على هذه الكواكب. واستطراداً، أشار إبراهيم الى أن «ناسا» تخطّط لإرسال سفن فضاء يمكنها الغوص في بحار ومحيطات تختبئ تحت القشرة الجليدية لبعض هذه الكواكب، قبل عام 2020. «من المحتمل أن يكتشف الإنسان حياة بديلة على كواكب سيّارة في المجموعة الشمسية خلال ثمانية أعوام من الآن»، وفق توقع إبراهيم، الذي أشار إلى الشغف المتواصل للبشر بالبحث عن حياة خارج كوكب الأرض. واعتبر أن هذا الشغف تزايد مع بروز ظواهر مثل الاحتباس الحراري وعدم وفرة مصادر الطاقة والشحّ المتواصل في موارد المياه، بينما تزخر كواكب المجموعة الشمسية بهذا النوع من الموارد. ويمتلك المرصد الفلكي في الجامعة الأميركية في القاهرة تلسكوبات من نوع «غاليليو»، على ما ذكر إبراهيم يحيى، وهو مدرس مساعد للتوعية العلمية، إضافة الى تلسكوب يعمل بموجات الراديو، ما يجعله قادراً على استقبال موجات ربما تأتي من أجرام كونية بعيدة. وتشمل مجموعة تلسكوبات الجامعة الأميركية، نوعاً يعرف بإسم «لسلسترون»، يتكوّن من مجموعة عدسات ضخمة ومرايا كبيرة، ما يعطيه قدرة عالية على رصد الكواكب السيّارة والأجسام الفضائية حتى تلك التي لا يزيد حجمها عن 8 بوصات! وستشاهد هذه الظاهرة مجموعة من طلاب المدارس الثانوية، كما اعلن ساندي المغازي، عضو «النادي الفلكي» في الجامعة الأميركية في القاهرة. وتحرص الجامعة على إشراك طلاب المدارس في نشاطاتها العلمية، لتسهيل فهمهم للمناهج العلمية، خصوصاً ما يتعلق بعلوم الفلك. وأشارت المغازي إلى الإقبال الكبير الذي تحظى به هذه النشاطات بين طلاب المدارس الثانوية. وتحتوي المجموعة الشمسية على 8 كواكب سيّارة، يدور حولها 166 قمراً، إضافة إلى ما يزيد على 100 ألف كويكب متلبّثة منذ نشأة هذه المجموعة، و3 آلاف مُذنّب يفترض العلماء أنها ساهمت في نشوء الحياة على كوكب الأرض، لأنها حملت كميات كبيرة من المياه على هيئة جليد صلب.