كشف مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد السلطان، أن دخول المرأة إلى الجامعة عبر افتتاح أقسام نسائية» لا يزال قيد الدراسة». وقال في تصريح ل «الحياة»: «إن ضيق المساحة (في مقر الجامعة) يُشكل العائق الأكبر أمام تطبيق هذه الفكرة». وعلى رغم مرور نصف قرن على تأسيس الجامعة، إلا أنها تكاد تكون الجامعة السعودية الوحيدة، التي لا تستطيع المرأة أن تتقدم للدراسة فيها. وأكد السلطان، في تصريح صحافي، أن الجامعة تعكف حالياً، على الانتهاء من تطوير خطتها الاستراتيجية الثانية، التي تتضمن 14 مبادرة، وتغطي السنوات ال10 المقبلة، مبيناً أنها «ترسم ملامح المستقبل، ومن بوادر مخرجاتها حزمة جديدة من المبادرات والبرامج التطويرية، التي تشمل إنشاء كلية جديدة للبترول وعلوم الأرض». وتوقع السلطان، في كلمة ألقاها مساء أول من أمس، في احتفال الجامعة بمرور 50 عاماً، على تأسيسها، أن تكون الكلية «من أفضل خمس كليات في العالم، في هذه المجالات»، لافتاً إلى أن صندوق وقف الجامعة، «يسعى إلى جمع ثلاثة بلايين ريال، إضافة إلى إطلاق المرحلة الثانية من «وادي الظهران للتقنية»، وإنشاء مجمع للمعامل المركزية، ومعامل تعليمية وبحثية، بكلفة 600 مليون ريال، وتحويل عدد من براءات الاختراع إلى منتجات صناعية، وتسويقها تجارياً، وكذلك التطوير المتمركز حول الأقسام الأكاديمية، للوصول بأكثر من نصفها لتكون ضمن أفضل 50 قسماً على مستوى العالم». كما تشمل الخطة – بحسب السلطان – «استهداف 20 في المئة من الطلاب في الدراسات العليا، وإيجاد برامج لتفعيل نادي الخريجين، وإنشاء بوابة للتواصل معهم، والانتهاء من المدينة السكنية للطلاب وهيئة التدريس، بمرافقها المتكاملة، وكذلك تهيئة المدينة الجامعية لتكون صديقة للبيئة المُستدامة، وتعزيز الأدوار والإسهامات المجتمعية للجامعة، من خلال إنشاء معهد الريادة، وآخر للتشييد والبناء، ومركز لدراسات سوق العمل وآخر للتخطيط الاستراتيجي». ودشن احتفالات جامعة الملك فهد، التي انطلقت برعاية من خادم الحرمين الشريفين، أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، بحضور وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري. وتستمر لنحو 18 شهراً، كمناسبة «وطنية ترصد إنجازات الماضي والمستقبل، من خلال فعاليات مختلفة». وقُدم خلال الحفلة عرض لفيلم وثائقي عن إنجازات الجامعة ومسيرتها خلال نصف قرن. واعتبر أمير الشرقية، في كلمة ألقاها خلال الحفلة، رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذه المناسبة التي وصفها ب «التاريخية»، «شاهداً على حرص القيادة واهتمامها في الدعم المتواصل للتعليم، وبناء المواطن المُزود بالعلم والمعرفة، للمشاركة في البناء والعطاء». وأضاف «نجحت هذه الجامعة في وضع رؤية واضحة لطريقة عملها، وتمكنت من تحقيق إنجازات كبيرة على المستويات الأكاديمية والبحثية والمجتمعية، مُلتزمة بأقصى معايير الجودة، ومواكبة أحدث المستجدات، ومستفيدة من الخبرات العالمية المتميزة، وسعت إلى استقطاب أفضل الطلاب في المملكة، وأفضل الكفاءات من هيئة التدريس على المستوى العالمي، وتهيئة البيئة المناسبة لهم للإبداع والتفوق. وأدى كل هذا التميز إلى أن تصبح هذه الجامعة منارة علمية راقية، ونموذجاً رائداً، يتطلع إليه الجميع على المستوى المحلي والعالمي». وعدَّ وزير التعليم العالي الاحتفال بمرور 50 عاماً، على تأسيس الجامعة «إحدى دعائم نهضتنا العلمية والاقتصادية والصناعية المتميزة»، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من خريجي هذه الجامعة، «يتولون مناصب قيادية في كبرى الشركات المختلفة، إضافة إلى ما يحسب للجامعة بعد إنشاء وادي الظهران، الذي استقطب أكبر الشركات العالمية، لإنشاء مراكز بحثية»، معتبراً النجاح الذي تحققه مؤسسات التعليم العالي «نجاحاً للوطن». وكرَّم أمير الشرقية، في ختام الحفلة، مديرَي الجامعة السابقيْن الدكتور بكر بن بكر، والدكتور عبد العزيز الدخيل.