لندن، نيودلهي - يو بي آي - حذّر تقرير اصدره المعهد الملكي لدراسات الأمن والدفاع في لندن من أن «جهاديين» يستغلون مساحات شاسعة غير خاضعة للسلطات في شمال افريقيا وشرقها باتوا يشكلون تهديداً إرهابياً للمملكة المتحدة. وأفاد التقرير بأن «جهاديين يمكن أن ينشروا أفكار التطرف بين أوساط مجموعة فرعية جديدة من الشبان البريطانيين، كما يمكن ان تؤثر جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، مثل حركة الشباب في الصومال وتنظيم القاعدة في المغرب العربي، على جماعة بوكو حرام في نيجيريا، ما يهدد الاستقرار في منطقة شريط الصحراء وصولاً إلى شرق افريقيا». وأضاف أن «أجهزة الأمن ووكالات الاستخبارات الغربية تدرك ما يحدث في باكستان والمغرب العربي واليمن، لكنها لا تستطيع أن تفعل الكثير حياله. لكن مسؤولي مكافحة الإرهاب يعترفون سراً بأنهم يعملون بجدية لتحديد حجم التحدي الجهادي الذي هاجر إلى الصومال وكينيا وشمال نيجيريا والمناطق الحدودية لأراضي واسعة في غرب افريقيا». ولفت التقرير الى ان المملكة المتحدة «قد تواجه في القريب العاجل خطر انتشار التطرف بين أوساط الجالية الصومالية، وتطرفاً جديداً في بعض أقسام الجاليات الأخرى من بلدان شرق أفريقيا وغربها، في وقت تشهد دول تمتد من غرب إلى شرق افريقيا مروراً بمنطقة شبه الصحراء الأفريقية مرحلة جديدة من التطورات الحاسمة يمكن ان تزيد الاضطرابات». وتحدث التقرير عن عمل «القاعدة» حالياً لإنشاء شراكات في الصحراء وشبه الصحراء الأفريقية من اجل إعادة تنشيط صفوفه منذ إضعاف قيادته المركزية بعد مقتل زعيمه اسامة بن لادن في باكستان العام الماضي. على صعيد آخر، كشفت وثائق ضبطتها القوات الأميركية الخاصة التي قتلت زعيم «القاعدة» بن لادن في مخبئه ببلدة أبوت آباد في أيار (مايو) الماضي، ان الزعيم الراحل ل «القاعدة» اضطلع عبر تواصله مع مؤسس جماعة «عسكر طيبة» الباكستانية حافظ سعيد، بدور رئيسي في التفجيرات التي استهدفت مدينة مومباي الهندية في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، وأسفرت عن سقوط 166 قتيلاً وأكثر من 300 جريح. وأوضحت صحيفة «هندستان تايمز» ان الوثائق اظهرت تواصل بن لادن مع سعيد خلال فترة التخطيط لتفجيرات مومباي عام 2008، وان ذلك دفع واشنطن إلى رصد مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار لمن يساعد في اعتقاله. وفي واشنطن، رجح محللون تعرض المواقع والمنتديات الرئيسية التي تنقل رسائل «القاعدة» على الانترنت لهجمات الكترونية عطلت عملية الدخول اليها منذ 23 آذار (مارس) الماضي. وقال ارون زيلين، الباحث في العلوم السياسية بجامعة «برانديس» بولاية ماساتشوستس (شمال شرق الولاياتالمتحدة): «تعذر الدخول لأيام الى موقع شموخ الاسلام، قبل ان يستأنف نشر البيانات مساء الاثنين الماضي، وكذلك الى منتدى الفداء. وتابع أن «موقع انصار المجاهدين المنتدى العربي، الأقل اهمية من الموقعين السابقين، أعيد فتحه بعد ثلاثة ايام على انقطاعه». ولم يتبنَّ أحد مهاجمة هذه المواقع، لكن الخبراء يرجحون تعرضها لهجوم الكتروني، مشيرين الى انها تنشر عادة رسالة لتحذير مستخدميها في حال توقعت توقفاً موقتاً في نشاطها. وقال جيمس لويس من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان عملية تخريب مماثلة قد تكون نفذتها حكومات او قراصنة، لافتاً الى ان انقطاع عمل هذه المواقع لفترة طويلة يشير الى ان «القاعدة» يواجه صعوبة في اعادة تشغيلها.