دفع التعطل المفاجئ لأبرز المواقع الإلكترونية التابعة لتنظيم القاعدة طيلة الأسبوعين الماضيين، بالخبراء للتساؤل عن إمكانية استهداف مواقع التواصل تلك وتعرضها لهجمات إلكترونية. وقال آرون زيلين، باحث بجامعة برانديس، ومؤسس موقع "جهاديولوجي نت"، إن خمسة مواقع متصلة بالتنظيم اختفت منذ 23 مارس/آذار الماضي. وكانت صحيفة واشنطن بوست أول من أشار لتعطل تلك المواقع الإلكترونية التي لم تتبن أي جهة مسؤولية اختفائها المفاجئ، وتشمل: "منتدى أنصار المجاهدين" و"شموخ الإسلام، وأغلقا في 23 الشهر الماضي، بجانب "الفداء" الذي أغلق بعد ذلك بيومين، وتبعهما اثنان آخران بالتتالي في 28 و30 مارس/آذار، وفق زيلين. وأشار إلى عودة موقعي "منتدى المجاهدين العرب" و"شموخ الإسلام" بعد احتجابهما نحو أسبوعين. ورجح الخبير الأمريكي احتجاب المواقع الإلكترونية "الجهادية" باعتقال السلطات الإسبانية مؤخراً لمظهر حسين المالكي، الذي كان يدير أحد أكبر المنتديات الجهادية على شبكة الإنترنت في العالم". وفي المقابل، أكدت مصادر أمريكية مسؤولة علمها بتقارير احتجاب المواقع الجهادية، إلا أنها رفضت الإدلاء بتعقيب في هذا الشأن. ومن جانبه، دفع المحلل الأمني بالشبكة، فران تاونسأيند، وهو مستشار أمني سابق للرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، بأن "أنشطة سرية" ربما وراء تعطل المواقع الجهادية، لافتاً إلى أنه ربما نجم عن عمل حكومات دول أخرى، حال عدم تورط الولاياتالمتحدة في ذلك. وشرح بقوله: "عندما يتعطل عدد منها يبدو لي وكأنه هجوم بهدف وقفها عن الخدمة.. تعطلها جميعا في وقت واحد لا يبدو كأمر عرضي." وعام 2010، ساد اعتقاد بوقوف الحكومة البريطانية وراء الإغلاق المؤقت لمجلة "الإلهام" التي كان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يصدرها باللغة الإنجليزية. وتطرق الخبير الأمني إلى نقاش دائر داخل أجهزة مكافحة الإرهاب حيال توقيت السماح لأمثال تلك المنتديات بالاستمرار في العمل لمراقبة الرسائل المتبادلة عبرها، وكذلك توقيت وقفها عن العمل. مضيفاً بأن اتخاذ القرار الأخير سيكون "متعمداً للغاية" ربما بغرض إحباط مخطط إرهابي، ودفع "الجهاديين" للتواصل بطرق يمكن من خلالها مراقبتهم بشكل أفضل.