ينطلق اليوم ملتقى «مستقبل الصناعة للمكفوفين في المملكة» في غرفة جدة للتجارة والصناعة، والمنظمة من جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية، بشراكة استراتيجية مع برنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند»، والهيئة الصناعية للمكفوفين في نيويورك الأميركية. وتشارك جهات عدة في تنظيم الملتقى الأول من نوعه في المملكة، حيث تتواجد مجموعة «نورث ستار فيجن» لاستشارات ضعف البصر وإعادة التأهيل بالولاياتالمتحدة الأميركية، والمجلس التوجيهي لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة «توافق» في وزارة العمل. ويهدف الملتقى إلى تقديم عروض للقدرات والمشاريع الصناعية للمكفوفين بالولاياتالمتحدة الأميركية، واجتذاب رجال الأعمال والقطاعات الصناعية للشراكة مع «أجفند» و«إبصار» في إنشاء مصانع يديرها معوقون بصرياً في السعودية ضمن توجه تنموي واقتصادي ببعد اجتماعي يسعى إلى توفير فرص وظيفية لذوي الإعاقة البصرية، وتمكينهم من الانخراط والمشاركة في حركة التنمية بصورة أكثر فعالية. وأوضح الأمين العام للجمعية وعضو مجلس «توافق» محمد بلو أن الأمير طلال بن عبدالعزيز كان قد وجه بأن يتم التنسيق بين الجمعية و«اجفند» للوقوف على الشكل القانوني لهذا العمل لضمان استدامته بالتعاون مع القطاع الخاص. وقال بلو إنه تم التنسيق مع برنامج الخليج العربي للتنمية «إبصار» والغرفة التجارية الصناعية لعقد ملتقى يضم رجال الأعمال ومديري الشركات والمؤسسات الصناعية بغرض الاستفادة من رؤاهم المستقبلية ومقترحاتهم لدرس مستقبل صناعة المكفوفين في السعودية، والذي سيسهم في توسيع فرص العمل للمعوقين بصرياً من خلال رفع الوعي بمفهوم المسؤوليات الاجتماعية لدى القطاع الخاص الذي يعتبر شريكاً لنجاح جدوى مثل هذه المشاريع. وأفاد بأن الجمعية اهتمت منذ نشأتها الأولى بتدريب وتوظيف ذوي الإعاقة البصرية، وكانت لها تجربة رائدة في تنفيذ برامج لتدريب وتوظيف ذوي الإعاقة البصرية لتبادر أخيراً بتبني فكرة توسيع نطاق توظيف ذوي الإعاقة البصرية ليكون ضمن قطاعات صناعية تنشأ لاستيعاب كوادر من ذوي الإعاقة البصرية وقرنائهم من المبصرين. وكان الأمين العام لجمعية إبصار زار في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، مصنع هيئة نيويورك الصناعية للمكفوفين بالولاياتالمتحدة الأميركية بغرض التعرف على المنشآت الصناعية التي يشغلها ذوو الإعاقة البصرية لدرس مدى إمكان تطبيقها في المملكة، وأثمرت الزيارة عن تقديم مقترح لأعضاء مجلس إدارة الجمعية لنقل التجربة إلى المملكة. ووافقت وزارة الشؤون الاجتماعية على استضافة خبراء في هذا المجال من الولاياتالمتحدة الأميركية لتقديم تصور عن إمكان إنشاء مصانع في السعودية يديرها مكفوفون. وبحسب الإحصاءات الصادرة عن جمعية إبصار، فإن المعوقين بصرياً يمثلون نحو29.2 في المئة من إجمالي الأشخاص ذوي الإعاقة الذين بلغت نسبتهم نحو 3.75 في المئة من إجمالي سكان المملكة. يذكر أن قطاعات صناعة المكفوفين بالولاياتالمتحدة الأميركية توظف آلاف المعوقين بصرياً بجميع فئاتهم عبر 80 مصنعاً موزعة في 40 ولاية أميركية تنتج صناعات مختلفة من أدوات النظافة إلى بعض اللوازم العسكرية، وقطع وأدوات للطائرات، ورقائق إلكترونية وتعود بإيرادات سنوية تصل إلى ثلاثة بلايين دولار أمريكي.