إذا صدقت استطلاعات الرأي العام في فرنسا، سيكون سيد الإليزيه في أيار (مايو) المقبل ضحوكاً، متوقد الذهن، لا يتلعثم في المواقف الحرجة، ومستعداً دائماً للردّ وإن كان بنكتة هي بنت ساعتها. فرنسوا هولاند المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية، لا ينافسه أي من المرشحين الآخرين في سرعة بديهته وهزله. جميعهم يعترفون بتفوّقه، ليس فقط في نقل النكات، كما يفعل كثيرون بل في حبكها، الى حد أن منافسه الأول الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي أطلق عليه لقب «سيد النكات الصغيرة». بل أكثر من ذلك، أصدر أحد مساعدي المرشح الأشتراكي كتاباً بعنوان «أفضل نكات فرنسوا هولاند». إلا أن عدداً من كبار أعضاء الحزب الاشتراكي اعتبروا أن الكتاب يقدم صورة غير جدية لا تليق بمرشح لرئاسة أحد أكبر بلدان الاتحاد الأوروبي. وفي الواقع، تتميز الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا بالنكات والاسكتشات الهزلية التي أصبح لها حيّز واسع في الإذاعات والقنوات التلفزيونية، بعدما تأكد أنها من البرامج الأكثر شعبية وجذباً للمستمعين والمشاهدين، وفق تقارير مؤسسات الاستقصاء. وإذا كان الفرنسيون معروفين، تاريخياً، بتهكمهم على جيرانهم البلجيكيين، الا أنهم في الواقع لا يوفرون أنفسهم في هذا المجال. ومن النكات التي تطاولهم: - إشتر فرنسياً بسعره الحقيقي وبعه بالسعر الذي يعتقده لنفسه. - الشهر الذي يتلفظ فيه السياسيون بأقل مقدار من التفاهات هو شباط (فبراير) لأنه من 28 يوماً. - أيها الفرنسيون، هذا العام كان ممتازاً، والبلاد أفضل من العام المقبل. ولا يوفر «مفبركو» النكات رئيس البنك الدولي السابق دومينيك ستروس- كان بسبب فضائحه الجنسية، وأشهر نكتة عنه تقول: كم يحتاج ستروس-كان من الوقت لإبدال مصباح كهربائي؟ لا شيء لأنه يفضل العتمة! الا أن أشنع النكات عن المرشحين للرئاسة تصيب ساركوزي، ومنها: - ساركو يستطيع اغلاق باب مغلق! - ساركو عدّ حتى اللانهاية... مرتين! ومن نكات هولاند الموجهة الى منافسه ساركوزي: - ما هو السردين؟ انه حوت عاش خمس سنوات من «الساركوزية»! - ما الفرق بين ساركوزي وحرارة الطقس؟ في الربيع من المفترض أن ترتفع الحرارة (أي ان شعبية ساركوزي ستنخفض في الربيع). لكن الغريب ان النكتة الأشهر لهولاند أصابت منافسته الاشتراكية مارتين أوبري قبل أن يفوز بترشيح الحزب له للرئاسة. فقد تساءل ذات يوم عما تفعله أوبري بثيابها القديمة – وهي المعروفة بعدم اهتمامها بأناقتها - وأجاب: ترتديها!