تدرج خطاب المرجع الشيعيعلي السيستاني ضد رئيس الوزراء نوري المالكي من المطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة تضم كل الأطياف إلى دعوته أمس جميع السياسيينالى «عدم التمسك بمناصبهم».(للمزيد). إلى ذلك، عقد رئيس الجمهورية الجديد فؤاد معصوم سلسلة لقاءات مع زعماء التحالف الشيعي للبحث في الترتيبات الخاصة بتكليف أحد أعضائه تشكيل الحكومة. وعلمت «الحياة» أنه سيُعلن خريطة طريق لحل الأزمة السياسية وبرنامجه الرئاسي. وقال ممثل السيستاني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة امس إن «نجاح البرلمان في انتخاب هيئة رئاسته ثم رئيس الجمهورية خلال مدة زمنية مقبولة خطوة جيدة، ولا بد من اكمال ذلك بالخطوة الأم وهي تشكيل الحكومة خلال المدة الدستورية». وشدد على «ضرورة ان تحظى الحكومة بقبول وطني واسع لتتمكن من تجاوز تحديات المرحلة وجمع الصف الوطني ومكافحة الارهاب ودرء خطر التقسيم». وأضاف إن «حساسية المرحلة تحتم على جميع الاطراف التحلي بالروح الوطنية ونكران الذات وعدم التمسك بالمواقع والمناصب، والتعاطي بمرونة مع وضع البلاد الداخلي والخارجي وتقديم مصلحة العراق على المصالح الشخصية والحزبية». واعتبر «تعاظم جرائم الارهاب في نينوى وغيرها من المدن وآخرها استهداف المسيحيين اعمالاً لا إنسانية ولا إسلامية ترتكبها عصابات ارهابية تدعي الإسلام». وأكد ممثل المرجعية أن «الظروف الحرجة في البلاد تتطلب اقصى درجات ضبط النفس وعدم الشحن الطائفي والقومي»، ودعا الأجهزة الأمنية إلى «اتخاذ اجراءات فاعلة لمنع الاعتداء على المواطنين بدوافع طائفية وعدم التسامح بذلك، واستثمار جهود المتطوعين وتوفير التدريب المطلوب لهم قبل زجهم في أي معركة». من جهة أخرى، يواجه معصوم، على ما أفادت مصادر كردية، ضغوطاً للإسراع في تكليف شخصية من التحالف الشيعي تشكيل الحكومة، لكنه يواجه صعوبة كبيرة بسب تمسك المالكي بمنصبه، فضلاً عن الخلافات داخل التحالف. والتقى الرئيس الجديد زعيم كتلة «المواطن» عمار الحكيم، وزعيم التحالف ابراهيم الجعفري، بالإضافة إلى نائب الرئيس السابق خضير الخزاعي. كما تلقى برقيات تهنئة واتصالات من قادة ومسؤولين دوليين، بينهم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن. ومن المهمات التي على الرئيس إنجازها اختيار نائب أو أكثر له، وهي مهمة تخضع للتوافقات وطبيعة الصفقة التي ستترتب على تشكيل الحكومة. وقد يصبح المالكي، إذا تنازل عن الترشح لولاية ثالثة، وأسامة النجيفي نائبيه. وكان الرئيس السابق جلال طالباني اضطر عام 2010 الى ترشيح نائب ثالث هو خضير الخزاعي بعد ضغوط سياسية كبيرة أدت الى استقالة القيادي في المجلس الأعلى عادل عبد المهدي. وبالإضافة إلى الضغوط في بغداد فإن طبيعة العلاقة المتوترة بين الحكومة وإقليم كردستان تضع الرئيس الذي رشحته الكتلة الكردية في مواجهة تحديات أخرى. ووجه رئيس حكومة الاقليم السابق نجيرفان بارزاني أمس رسالة الى معصوم يطالبه بالوقوف ضد الانتهاكات الدستورية التي «ارتكبت بحق شعب كردستان». ولم يقدم معصوم برنامج عمل، ولم يوجه خطاباً الى الشعب بعد تنصيبه رئيساً، وطلب من رئيس البرلمان السماح له في وقت لاحق بخطاب تفصيلي. وتقول مصادره أنه يستعد لوضع «خريطة طريق» لحل الأزمات يتوقع أن يعلنها الثلثاء المقبل أو بعد عطلة عيد الفطر. وقد تأخر في ذلك في انتظار تسوية ما تتيح له تكليف رئيس الحكومة.