قررت دول الاتحاد الأوروبي منع زوجة الرئيس السوري بشار الأسد ووالدته وشقيقته من السفر إلى أوروبا وذلك في إطار الضغط عليه لإنهاء الحملة التي تشنها حكومته على الانتفاضة الشعبية.وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن وزراء الخارجية المجتمعين في بروكسيل جمدوا أيضاً أصول 8 سوريين آخرين وفرضوا عليهم حظراً للسفر إلى أوروبا كما حظروا على الشركات الأوروبية الدخول في مشروعات أعمال مع شركتي نفط سوريتين مرتبطتين بالنظام.وتأتي القرارات التي تدخل حيز التنفيذ اليوم بعد 12 جولة عقوبات سابقة تهدف إلى عزل الأسد وشملت حظراً للأسلحة وحظر استيراد الاتحاد الأوروبي للنفط السوري.وقال وزير الخارجية الهولندي أوري روسنتال على هامش اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسيل «بهذه القائمة الجديدة نضرب قلب عائلة الأسد ونبعث برسالة عالية وواضحة للسيد الأسد... يجب أن يتنحى».وأسماء الأسد زوجة الرئيس السوري ولدت في لندن وكانت تعمل في بنك استثماري وبدت في يوم من الأيام كامرأة تتبنى القيم الغربية.لكن منذ بدء الانتفاضة على حكم زوجها أصبحت أسماء شخصية مرفوضة من جانب كثيرين من السوريين بعد أن وقفت إلى جانبه خلال الانتفاضة التي اندلعت قبل عام.وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ «من المهم تشديد الطوق ديبلوماسياً واقتصادياً» على النظام السوري. وأكد أن السلطات السورية ما زالت «تتصرف في شكل دموي لا يمكن قبوله على الإطلاق».وأوضح وزير الخارجية السويدي كارل بيلت أن هذه العقوبات بمثابة «إشارة قوية جداً لكل أعضاء النظام بضرورة وقف القتل والعنف فوراً». وأضاف «إنها الطريقة الوحيدة لمنع البلد من الانزلاق إلى حرب أهلية طائفية عواقبها ستكون مدمرة».لكن قرار منع أسماء الأسد من السفر إلى أوروبا قد لا يكون من السهل تطبيقه قانونياً نظراً لأنها تحمل أيضاً الجنسية البريطانية منذ مولدها في لندن عام 1975.وقال ناطق باسم الوكالة البريطانية لإدارة الحدود رداً على سؤال لفرانس برس إن «الرعايا البريطانيين الممنوعين من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي لا يمكن منعهم من الدخول إلى بريطانيا».وأقر وزير الخارجية البريطاني بأنه «من البديهي أن الذين يملكون جواز سفر بريطانياً لهم الحق في الذهاب إلى المملكة المتحدة»، مضيفاً: «نظراً لتجميد أرصدة كل هؤلاء الأشخاص ومنع باقي أفراد أسرته من السفر إلى الاتحاد الأوروبي لا نتوقع أن تسعى أسماء الأسد إلى السفر حالياً إلى بريطانيا». وتستهدف العقوبات الأسد منذ أيار (مايو) العام الماضي لكنها لم تؤثر كثيراً على سياساته حتى الآن. ويسعى المجتمع الدولي إلى تبني توجه مشترك ربما يقود إلى عملية تحول سياسي في سورية بناء على خطة المبعوث الأممي العربي للحل كوفي أنان. ومن المقرر إعلان قائمة بأسماء الأشخاص الذين استهدفتهم أحدث عقوبات الاتحاد الأوروبي اليوم في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي.ونظام الأسد يخضع منذ أيار 2011 لعقوبات من الاتحاد الأوروبي كما فرض الاتحاد الأوروبي على نحو 150 شخصاً ومنظمة بينهم أبرز أركان النظام، حظراً على دخول أراضي دوله وتجميد أرصدة.واتخذ الاتحاد الأوروبي في الإجمال 12 سلسلة عقوبات تستهدف أيضاً البنك المركزي وتجارة المعادن الثمينة ورحلات الشحن.