يحتفل الإيرانيون في 21 آذار (مارس) ب «النوروز» الذي يُعتبر من أهم الأعياد الوطنية التي امتزجت بالعادات الشعبية والتقاليد والقيم الدينية. و «النوروز» يعني «اليوم الجديد»، وتستعدّ العائلات الايرانية لبدئه، من خلال تنظيف المساكن والمحال وتجديد الأثاث وشراء ما تحتاجه العائلة عشية العيد. ولم تؤثر العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب، وارتفاع أسعار السلع، في استعداد الإيراني للعيد، اذ اتخدت السلطات تدابير لمراقبة الأسعار وإقامة أسواق بديلة تعرض بضائع بأسعار مناسبة، كما ساعد المزارعين لعرض منتجاتهم في أسواق خاصة، من دون المرور بالوسطاء، لإيصال هذه المنتجات للمواطنين بأسعار اقل من الأسواق العامة. وتفيد أرقام رسمية بنجاح سياسة رفع الدعم عن سلع أساسية التي طبّقتها حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد السنة الماضية، في رفع المستوي الاقتصادي للطبقة الفقيرة، ما جعل مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي يعتبر ذلك من إنجازات العام الماضي. وتمنح الحكومة دوائرها عطلة رسمية لمدة 4 أيام، لكن المدارس والجامعات والشركات التجارية والأسواق والمعامل تمنح عطلة لمدة 15 يوماً، اذ اعتاد الإيرانيون القيام برحلات الي مناطق ومحافظات في البلاد، فيما يهجر حوالى نصف سكان العاصمة طهران (10 ملايين)، منازلهم خلال عطلة «النوروز». وتشهد مدن تاريخية وسياحية، مثل أصفهان وشيراز وأهواز، ازدحاماً من الايرانيين، اذ تنال مدن، مثل مشهد وقم، حصة الأسد من رحلات المواطنين أثناء أيام العيد. وتفيد أرقام بأن 5 ملايين شخص يزورون أصفهان وشيراز، و10 ملايين مدينة مشهد، ناهيك عن محافطتي مازندران وكيلان علي الساحل الجنوبي من بحر قزوين، واللتين تحويان مناظر خلابة يقصدها سياح ومسافرون طيلة السنة. ولفت أن سعر البنزين الذي ارتفع الي 700 تومان لليتر (يساوي الدولار الأميركي 1300 تومان بالسعر الرسمي، و1900 في السوق السوداء)، لم يحدّ من ظاهرة السفر خلال العيد، علي رغم أنه ساهم في خفض استهلاك المادة طيلة السنة، علماً أن السلطات الإيرانية تخصص حصة شهرية من البنزين لكلّ سيارة، تبلغ 60 ليتراً ب400 تومان، فيما يُباع الباقي ب700 تومان. لكن ثمة معلومات بنية السلطات رفع سعر البنزين إلي 1000 تومان. وتعدّ السلطات عادة برامج خاصة لحجز القطارات والطائرات وباصات النقل، بين المدن الايرانية، قبل شهرين من العيد، بسبب الإقبال المتزايد علة استخدام تلك الوسائل. أما مراسم العيد فتبدأ لحظة بدء السنة الجديدة وفق حسابات فلكية خاصة، اذ تجتمع العائلة علي طاولة تحوي أنواعاً خاصة من المأكولات ترمز الي معاني مختلفة، ترمز الي الحياة والرزق والسعادة والصحة، إضافة الي القرآن الكريم، كما تبثّ الإذاعات وشبكات التلفزة المحلية برامج خاصة للحظة ولادة «اليوم الجديد» (النوروز)، مرددة دعاءً خاصاً به: «يا مقلّب القلوب والأبصار، يا مدبّر الليل والنهار، يا محوّل الحول والأحوال، حوّل حالنا إلي أحسن الحال».