توقع محللان بارزان انحسار موجة الصعود الحاد في البورصة السعودية الأسبوع المقبل، بعد أن حققت السوق هذا الأسبوع أعلى قيم تداول في نحو خمس سنوات، واقترب المؤشر من أعلى مستوى في 42 شهراً. ويرى المحللان أن اتجاه المؤشر سيميل إلى الاستقرار أو الصعود الطفيف مع ترقب المتعاملين لنتائج الربع الأول، موضحين أن وتيرة الصعود الحاد الذي سجله مؤشر أكبر سوق للأسهم في العالم العربي أخيراً ستهدأ حتى نهاية آذار (مارس)، وأن السيولة ستتجه من قطاعات المضاربة إلى أسهم الشركات القيادية المتوقع أن تسجل نمواً فصلياً قوياً. وأنهى المؤشر السعودي تعاملات أول من أمس (الأربعاء) مرتفعاً 0.3 في المئة إلى 7540.3 نقطة، لتصل بذلك مكاسبه المسجلة منذ بداية العام إلى 17.5 في المئة. وقال رئيس إدارة الأصول لدى مجموعة بخيت الاستثمارية هشام تفاحة: «يبدو لي أن السوق ستكون في اتجاه مستقر خلال الأيام المقبلة وحتى إعلان النتائج الفصلية، دائماً بعد الارتفاعات القوية تكون هناك موجة مستقرة». وتابع: «سيترقب المتعاملون نتائج الربع الأول وسيكون اتجاه المؤشر مستقراً في نطاق 0.5 في المئة صعوداً أو نزولاً». ويرى رئيس الأبحاث والمشورة لدى شركة البلاد للاستثمار تركي فدعق، أن عمليات جني الأرباح التي نفذها المتعاملون هذا الأسبوع كانت السوق تترقبها منذ أسابيع عدة، وهو أمر صحي سيدعم السوق خلال المرحلة المقبلة. وأضاف: «هناك زخم إيجابي في السوق، سيكون المسار أفقياً لكن ليس بالصورة الحادة التي سجلها المؤشر من قبل». وسجلت قيم التداولات بالسوق خلال هذا الأسبوع أعلى مستوياتها في نحو خمس سنوات، لتصل إلى أكثر من 21 بليون ريال (5.6 بليون دولار)، وتجاوزت قيم التداول في تعاملات أول من أمس (الأربعاء) 18 بليون ريال. وأوضح تفاحة أنه في ظل هيمنة المتعاملين الأفراد على السوق عادة ما تتجه السيولة للأسهم الرخيصة نسبياً التي تتراوح أسعارها بين عشرة و15 ريالاً، وذلك لسهولة تحقيق مكاسب جيدة ومميزة قد تقارب 40 في المئة مقارنة مع مكاسب نسبتها 18 في المئة في بقية الأسهم بالسوق. وأضاف أن الأسبوع المقبل «سيشهد تحول السيولة من أسهم المضاربة إلى أسهم الشركات الاستثمارية القيادية المعروف عنها أنها تسجل نمواً جيداً ولديها أساسيات قوية». وذكر فدعق أن المتعاملين يترقبون خلال الأسبوع المقبل نتائج الجمعيات العمومية لعدد من الشركات التي ستشمل أحقية توزيع أرباح نقدية، ما سينعكس على أداء تلك الأسهم نزولاً، إذ إنه سيجري تداول تلك الأسهم من دون الحق في توزيعات الأرباح. ومن بين الشركات التي من المتوقع أن تعلن عن توزيعات الأرباح خلال الأسبوع المقبل السعودية للصادرات الصناعية، ومجموعة سامبا المالية، والجوف للتنمية الزراعية، وأسمنت السعودية، والمملكة القابضة. كما سيشهد مطلع الأسبوع المقبل استئناف التداول على أسهم اتحاد عذيب للاتصالات (جو) بعد وقف دام عشرة أشهر، وعدلت هيئة السوق المالية سعر إغلاق سهم الشركة إلى 12.40 ريال. وكان الهيئة قررت وقف التداول على سهم اتحاد عذيب في 24 أيار (مايو) الماضي بعدما تكبدت الشركة خسائر متراكمة بنحو 95 في المئة من رأس المال. وحول التداولات على السهم قال فدعق: «أعتقد أن التداول على السهم سيكون إيجابياً. عدد الأسهم التي سيجري التداول عليها أقل من 25 في المئة من أسهم الشركة»، موضحاً أن ذلك يرجع إلى أن عملية زيادة رأس المال التي ستبدأ غداً (السبت) ستتطلب بعض الوقت لإضافة الأسهم الخاصة بها. وستبدأ الشركة غداً أيضاً فتح باب الاكتتاب في إصدار حقوق لزيادة رأس المال بنسبة 293.7 في المئة إلى 1.6 بليون ريال بسعر عشرة ريالات للسهم. ويستمر الاكتتاب حتى 31 مارس.