حلول الصيف، وتمتع الموظفين والطلاب بإجازاتهم السنوية له نكهة خاصة في القنفذة، تسهم في تكوينها الأطعمة الشعبية التي تتسابق النساء والمسنات في تحضيرها إكراماً للضيوف الوافدين على المحافظة الساحلية في ذلك الموسم بكثافة. فما أن تحل الإجازة، حتى يتوافد أبناء القنفذة المنتشرون في أنحاء السعودية، على أرض آبائهم، لإطفاء حنين يشدهم إلى مراتع الصبا، عندها تشمر الأمهات عن سواعدهن لإعداد ما لذ وطاب من الأطعمة الشعبية للأبناء والبنات الذين، ابتعدوا بحثاً عن لقمة العيش، ولكثر العائدين ووصولهم بالتزامن، تزداد الولائم وتعاون النساء لتحضير الطعام، إلا أن ذلك الاجتماع سرعان ما يتحول إلى تنافس فيمن تجيد إعداد الطبق الأشهى، فيمتزج العمل بالإثارة والمرح. ويقول محمد جابر: «اعتدنا العودة في فصل الصيف إلى قرانا نظراً لأنه موسم اجتماع كل الأسر والأقارب ويعود بنا الحنين إلى الماضي من خلال طلب الأمهات والجدات بالطبخ، ونرتب للمنافسات بين بيوت الأقارب والجيران واختيار الطبق المفضل ليحصل على جائزة مالية من قبل الجميع». وتقول أم عبدالله (56 عاما): «اعتدت في كل عام الدخول ضمن هذه المسابقة والتي تضفي علينا طابع المنافسة والضحك والاستمتاع، نظراً لعدم وجود متنفس حقيقي في محافظة القنفذة، الأمر الذي يدفع المسنات إلى التجمع بشكل يومي في البيوت وعمل دورية زيارات». وأوضحت أم عبدالله أن تلك الزيارات تشهد إقبالاً كبيراً من قبل الشابات، نظراً لعدم معرفتهن بطرق طبخ المأكولات الشعبية، مشيرة إلى أنهن يضطررن إلى متابعة المسنات أثناء انهماكهن في الطبخ و الإعداد حتى ينخرطن في عمليات الطبخ، مؤكدة أن كثيرات من الفتيات أصبحن يُجدن إعداد الأطعمة الشعبية الخاصة بالمنطقة مثل الخمير والحميس. وقالت صفية علي (21 عاما): «ما أن أعود بحلول الإجازة من الرياض إلى القنفذة، حتى أنخرط مستمتعة في تلك المسابقات»، مشيرة إلى أن تلك المسابقات تشهد إقبالاً كبيراً من قبل الشابات اللائي يتعرفن فيها على عادات محافظة القنفذة أثناء رجوعهن إلى أماكن تواجد عائلاتهن.