شددت الأجهزة الأمنية الكردية إجراءاتها الاحترازية استعداداً لاستقبال آلاف الوافدين العرب والايرانيين إلى الإقليم الكردي للمشاركة في احتفالات أعياد نوروز. وإذا كان خروج الأسر الكردية إلى الجبال والبساتين من ثوابت الاحتفالات بعيد نوروز، بالتزامن مع الاعتدال الربيعي، فإن أنظارها هذه المرة تتجه إلى ما سيعلنه رئيس الإقليم من «بشرى» وعد بإطلاقها خلال المناسبة، وسط تباين التوقعات لطبيعتها وفحواها، فيما الحديث كثر عن اقتراب إعلان الأكراد دولتهم المستقلة. وكان بارزاني اعلن قبل ايام نيته اصدار قرار سيدخل «البهجة» الى الشعب الكردي، لكنه لم يوضح مضمونه. وقال زيرك خضر (28 سنة) إن «إعلان الدولة حلم كل كردي، وقد تمكنا من تحقيق الكثير من الأمور التي تؤهلنا لذلك، ونحن نسمع إشاعات وكلاماً في الشارع عما سيعلنه هذه المرة، فقد يكون إجراء استفتاء على مصير الإقليم، لكننا لسنا متأكدين من ذلك»، فيما ذكر هيوا كريم (39 سنة) أن «رئيس الإقليم أدخل الجميع في حيرة والكل يترقب لمعرفة ما سيعلن، وعسى أن يكون خيراً». وتأتي الاحتفالات هذه المرة بعد مرحلة عسيرة خاضها الإقليم الكردي حملت في طياتها تساؤلات عن مدى بلوغه مرحلة الاستقلال وطبيعة المقومات المتوفرة، على رغم التطور الاقتصادي السريع الذي شهده خلال السنوات الماضية، فالبيت الكردي الداخلي ما زال يعاني التوتر بعد تأزم العلاقة بين المعارضة والحزبين الرئيسين، إثر مقتل متظاهرين في السليمانية، واعمال العنف التي شهدتها دهوك العام الماضي. لكن «اعلان الاستقلال» بعيد المنال، على الأقل خلال المرحلة الحالية، هذا ما أكده زعيم حركة «التغيير» التي تقود المعارضة نوشيروان مصطفى، في رسالة وجهها إلى الشعب الكردي أمس في مناسبة نوروز شدد فيها على أن «الاستقلال لن يتحقق بالكلام، فهو يحتاج إلى أسس داعمة مع توافر القوانين ودستور يتمتع بإجماع وطني ووجود إدارة وطنية، وقوات وأمن وطني، وقضاء وطني، وأن لا تبقى حكرا على السلطات». وعلى صعيد علاقات الإقليم مع الحكومة المركزية في بغداد، فإن الملفات العالقة ، خصوصاً العقود النفطية والمناطق المتنازع عليها والبيشمركة، ما زالت على حالها، في ظل الشد والجذب القائم، وإصرار كل طرف على مطالبه، فيما صعد الطرفان أخيرا حدة التصريحات المتعلقة بملف نائب الرئيس طارق الهاشمي الذي يقيم في كردستان.