ودّع الوسطان الرياضيان الإداري والإعلامي في لبنان والعالم العربي خليل نحاس الذي تولّى مناصب عدة بارزة خلال أكثر من 55 عاماً، في مقدمها أمانة صندوق اللجنة الأولمبية اللبنانية، رئاسة الاتحاد اللبناني للسباحة، وجمعية المحررين الرياضيين وقسم الرياضة في صحيفة «النهار». وبوفاته طويت حقبة غنية من تاريخ الرياضة اللبنانية والعربية. وعاش الراحل في السنوات الأخيرة صراعاً مع المرض، لكنه بقي متوقد الذهن نشيطاً في تدبيج المقالات الموجهة والمرشدة، وفاعلاً في الحركة الرياضية اللبنانية ومرجعاً في شؤونها، لا سيما أن بصماته ظاهرة في أكثر من نادٍ واتحاد. والفقيد من مواليد العام 1928، وبدأ عمله الإداري العام 1947 مع المربي المرحوم خليل عبود مؤسس النادي الأولمبي (واضع الأسس الأولى للقوانين الرياضية في لبنان)، وعمله الإعلامي الرياضي في صحيفة «النهار» العام 1949. وساهم في تأسيس عدد من الجمعيات والاتحادات الرياضية ورئاستها، وانتخب عضواً في اللجنة الأولمبية اللبنانية وفي لجنة إدارة المدينة الرياضية، كما عمل مستشاراً لوزيري الداخلية سامي الخطيب وبشارة مرهج. وتولى رئاسة جمعية المحررين الرياضيين اللبنانيين، عقب وفاة ناصيف مجدلاني العام 1988. وحاز على أوسمة رفيعة ودروع تقدير لبنانية وعربية وأولمبية، فضلاً عن التكريم الذي خصه به مع كوكبة من وجوه الرياضة في العالم العربي الأمير سلطان بن فهد خلال رئاسته اتحاد الجان الأولمبية العربية. وللراحل أحاديث رياضية تحتفظ بها الذاكرة منها: «من منطلق حبي للرياضة، وتحديداً ألعاب القوة البدنية والمشاركة مع فريق شباب النهضة لكرة القدم، وجدت نفسي في صحيفة «البيرق» عام 1943 أعمل مجاناً وبتشجيع من فاضل سعيد عقل... وفي عام 1949 صرت أعمل في «البيرق» و«النهار» معاً، كما انتسبت في منتصفها إلى أسرة صحيفة «الحياة» الرياضية إلى جانب الراحل ناصيف مجدلاني. وتسلّمت رئاسة القسم الرياضي في «النهار» عام 1950. أما أول عمل إداري قمت به فهو تعييني ضمن لجنة رفع الأثقال في اتحاد الألعاب الرياضية، ثم كرّت السبحة ولا أبالغ إذا ما قلت إنني كنت إدارياً في ثلث الاتحادات اللبنانية، وأهمها رئاستي لاتحاد السباحة، ودوري في اتحادات التجذيف والتزلج واليخوت. كما كنت أول صحافي رافق بعثة رياضية إلى الخارج عام 1963».